قال الله تعالى: "وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا" (الكهف:٤٩)
المعنى: هذه الكلمات تنطق بميزان العدالة المطلقة، فلا تفوت على الله ذرة ولا يهمل خاطرة، كل شيء محفوظ في سجل لا يغفل ولا ينسى. إنه وعد قاطع بأن كل لحظة، كل همسة، كل خطوة، تجد صداها في ميزان الحكمة الإلهية.
فلا تسقط ورقة في أعماق الكون إلا وهي مدونة في سجل القدر، لا تتحرك نسمة في أفق الحياة إلا وقد أحصاها قلم العدل الأزلي.
إنها آية تزرع في القلوب خشية المراقبة الإلهية، وتلفّ الأرواح برداءٍ من الهيبة والإجلال أمام عدالة لا تنام، ورحمة لا تغيب، وحكمة لا يفوتها شيء، صغيرًا كان أم كبيرًا.