شَببتُ على حُبِّ العِلم وإجلال العُلماء، فكانتْ البرامج التلفزيونيّة تُزيّن لي يومي، فتبتهج بها حياتي.
حينَ يصبح الصباح أقومُ بتشغيلِ التلفاز، لأُشاهِدَ برامجي التي أُفضل، فكانَ حضرة العالِم الجليل _والجلالة للَّه، شيخنا أبو إسحاق الحويني _رَحِمَهُ اللَّه، يصدح بكلامِ الحقّ سُبحانَهُ وتعالى، وكذا الصحيح من أحاديثِ رسولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
لم أَكُن أعلم عن عِلم الحديث شيء، حتّى تابعتُ شرح حضرة عالِمنا الراحل جسدًا الباقي عِلمًا وأدبًا.
كانتْ إحدى القنوات التلفزيونيّة تهتم حينها بعرضِ شروح ودروس حضرة عالِمنا _رَحِمَهُ اللَّه، فتأتي مواعيدها مع إشراقةِ الصباح؛ ويكأنَّهُ شَّمس العِلم في دُّنيا أظلمَ الجهل جوّها!
تعلّمتُ الكثير والكثير من تلكَ البرامج المُتلفزة، وعرفتُ من حضرةِ العملاق عالِمنا الراحل _رحمات اللَّه تترا على قبره، الفرق بينَ الأحاديث جُملةً وتفصيلًا.
حضرة عالِمنا الحبيب أبي إسحاق الحويني _رَحِمَهُ اللَّه، كاشفُ بدعات المُبتدعة، مُعلّم النّاس الخير، مُحذرهم من الشرّ، آمِرًا بما أمرَ بهِ اللَّهُ ورسوله، مُنتهيًا بما وجبَ النهي عنه.
رحلة إيمانيّة مليئة بالتعلُّمِ والإجتهاد كانت حياتهُ رَحِمَهُ الرحمٰن.