خَلَقَ اللَّهُ _سُبحانَهُ وتعالى، الدُّنيا، وزيّنها بالنِعم، نِعَم تُحصى ولا تُعدّ، وجعلَ التفاضُل بينها بدرجاتٍ مُتفاوتة.
صحيحٌ أنَّ المالَ ليسَ هو كُلّ شيء، لكنَّ الأصّح أنَّهُ شيء مهم، بل رُّبما يتفاضل بكونهِ نعمة على غيرهِ من النِعَم.
عَلاقة الإستقلال المالي بالتحرُّر من قيودِ العبوديّة لغير اللَّه، عَلاقة طرديّة بحتة؛ فمَن مَلكَ إستقلاله المالي يكون قد تحرّرَ من سيطرة غيرهِ عليه، تلكَ السيطرة التي يندرج تحتها عِدّة قيود تجعل الحُرّ عبدًا بطريقةٍ ما.
وعلى النقيض، مَن لم يَملك إستقلاله المالي، يَكُن عُرضةً للتحكم والسيطرة مِن قِبلِ المُستقلّ ماليًا!
الإستقلال المالي أمرٌ لا بُدَّ منهُ لمَن أرادَ أنْ يكونَ حُرًّا كما خلقهُ الرحمٰن، فمَن لم يَملك إستقلاله المالي تَكُن حُرّيتهُ منقوصة ولرُّبما تُعدَم.
إنْ لم يَكُن المال ذو أهميّة في سيرِ عجلة الحياة الدُّنيويّة، ما قُدِّمَ على نعمة البنون؛ إذ بإمكان المرء العَيش بدون بنون، لكنَّهُ حتمًا لا يُمكنهُ العَيشَ بدون المال.
إذ بالمال يحصل المرء على ضروريّات الحياة، من مسكنٍ ومأكلٍ ومَلبس، بل إنَّ المال عامِل رئيسي في إعانة المرء على أمرِ دينهِ ودُّنياه.
إنَّهُ لمِن الفِطنةِ أنْ يجعلَ المرء ضِمن أهدافهِ الإستقلال المالي ؛ حِفظًا لدينهِ وكرامته.