لا أفهم لماذا يربطون عيد الأم بالشجن والألحان الحزينة، كما لا أفهم الأمهات..
نعم لا أفهمهن، وقد ألومهن على اللامتناهي من كل شيء الذي يقدّمنه بلا مقابل، ولأنهنّ لا ينتظرن المقابل، ولأنهنّ سعيدات أثناء التضحية تلك سعادةً لا يفهمها إلاهنّ.
وألوم سُنّة الحياة التي ترمي البشر بالعجز جميعاً أمام أمهاتهم، بينما تحيطهنّ بكثيرٍ من الرضا والامتنان لمجرد أنهنّ أمهات.
وألوم سنة الحياة مرة أخرى لأن هناك يوماً للأم قد يمرّ قاسياً، فهناك أمهات فاقدات أو مفقودات.
هل الأمومة حيلة جميلة تجبل قلب تلك الأنثى بخليط من الصبر والحب وأشياء أخرى غير مفهومة؟
وهل هذه الحيلة تتسع لغفران كل الأذى والذنوب إلى الحد غير المفهوم أيضاً؟
طوبى للقدّيسات إذاً.. المبتسمات على وَهنِهنّ، الهناءُ لقلوبهنّ وأرواحهنّ في الدنيا والآخرة، والطّيبُ والحب والقوة والجبران، للخواطر التي كسرها غيابُ اُمٍّ أو ابن.
21/3/2023