في قديم الزمان كان الاباء والاجداد لا يفكروا كثيرًا في الاشياء فكان نظام العلاقات الاجتماعية بمثابة الدستور السائد في حل ومعالجة كثير من المشاكل الاجتماعية التي تواجه الناس وكانوا يسندوا أي شيء لأصله فالخير أصله نابع من الخير أم الشر والذي لا يحمد ولا يمكن وصفه غير إنه من عمل الشيطان فهذا لا يفصل فيه حتى إذا تراكم وتكرر بل يستمع إلى صوت العقل والحكمة وتعود الأشياء إلى أصلها لان ضرر طرف للطرف الاخر نتاج غلطة أو تسرع أو خطأ غير مقصود فتبقي المحصلة كارثة لا يمكن درؤها، على سبيل المثال اذا حدثت هناك مشكلة بين الزوج وزوجته في غالب الامور يقوم الزوج بضرب زوجته ضربًا مبرحًا ويقسم عليها الا تغادر المنزل هذا شيء اعتيادي اشبه بالعادة والتقاليد والثقافة، عندما تعذب الزوجة من قبل زوجها تذهب وتعود إلى منزل والدها حتىّ إذا كان والدها قد توفى ولكن يبقي الأصل في الأشياء أنّ للبيت أصول ورجال هذه عاداتهم وتقاليدهم في كثير من الأحيان تكون الزوجة ضحية في كلا الحالات فإن كان والدها عائش أول ما يقول لها لماذا جئت يا بنت هل تشاجرتما مع زوجك ثانيًا ؟ تهمم وترد إليه برأسها والصوت يكاد لن يخرج من فمها قائلة: نعم قد انهال عليّ ضربًا بالعكاز وسوط العنج وتريد أن ترفع ملابسها لتريه آثار الضرب على ظهرها لكنّه لا يأبه و يقاطعها الحديث ووجهه يكتظ غضبًا كأنها هي الغلطانة ويريد إقامة الحد عليها، رفع عكازه الذي كان بجواره تحت السرير و يسألها بصوت عالي هل وقع الطلاق بينكما ؟ نظرت إلى والدها كأنها لا تعرفه من قبل ما هذا الأب أنا على حالة يرثي لها وهو يسأل عن الطلاق! ورغم ذلك كانت تعرف هذا من قبل وليست بجديدٍ بل يعتبر تصرف وسلوك مجتمعها بكامله ووالدها عمده هذه المنطقة إن لم يكن هو من وضع وساهم في هذه القوانين إذًا أجزم أنه أول من يطبقها فهو والدها العمدة كانت تعرف ذلك جيدًا. عندما أجابت بان الطلاق لم يحدث رفع عكازه ووضعه عمامته على رأسه وجرها من يدها منتصف الليل وقال أثناء سيرهما نحو منزل زوجها: نحن ما عندنا بت بتترك منزل زوجها إلا إذا طلقها زوجها يبدو أنك نسيتي ذلك وبعدها لم يزيد ولا كلمة إلى أن وصلا منزل زوجها وقال له محذر ومنذرا يا ولدي الكلام الذي حدث بينكما هذا يخصكما أنا لم أتتدخل في شأنكم الداخلي بل حتىّ لم أكون شاهدًا أو حاضر ما دار بينكما من حديث لذلك ما يقال هنا هو قد يكون تبرير كّل واحدٍ منكم على غلطه، اعلموا أنني لا اهتم لذلك كثيرًا كما تعلم طبعي وحكمي واضح هذه زوجتك استلم كما استلمتها اول مرة من قبل قال : تفضل يا عمي بنتنا (لأنها بنت عمه) على العين والرأس قال له مقاطعًا: أريدك أن تسمعني جيدًا وتضع ما أقوله على رأسك إذا جاءت بنتي الوحيدة ابنتي التي لم أرغب يومًا أن تتركني لولا الزواج سنة الله ورسوله الكريم لما زوجتها ولم أدعها تفارق منزلي الذي لا وريث لي غيرها تذكر أنه إن حدث مستقبلًا أي مشكلة ولم تستطيعا لتجدا معًا حلًا للمشكلة وفقدت بنتي الحيلة حتى عادت مرة أخرى إلى منزلي فهي لا تعود لك مرة أخرى إلى أن تقوم الساعة إعلم ذلك جيدًا بنتي ليس للضرب والإهانة والذلة إن لم تستطيع أن تسعدها فلا يحق لك أن تحزنها وتضايقها وتعكر صفوها هكذا كانت تسير الحياة الاجتماعية في المقاطعات والمناطق الريفية التي تسود فيها عادات جدودنا الأوائل، في الوقت الحالي هناك اتفاقيات حقوقية ودولية تنص على حماية المرأة من عادات المجتمع التي قد تضر بها أو تقييد حريتها على سبيل المثال اتفاقية (سيداو) التي تهتم بقضايا المرأة، المجتمع الدولي أصبح يهتم بقضايا النوع وهذا شيء طبيعي، نجد أنّ المرأة تعاني من ظلم تاريخي، هذا الظلم المتراكم جعلها تكون في عداد ضحايا العالم في الفترة الأخيرة من ظلم متعمد ومجتمع يقضي عليها تمامًا غابت الحكمة والتعامل الجيد معها من منطلق ومبدأ أنها إنسان أيضًا لها حقوق كما لنا حقوق ومن هنا ندعو المرأة التي تكون في موضع اتخاذ قرار أن تضع بصمتها وتبذل قصارى جهدها لتسليط الضوء على قضايا المرأة الملحة والتي يجب أن تكون في وضع التنفيذ
نحث القائمين على الأمر بتعين المرأة وفقًا لمعيار الكفاءة وليس المحسوبية أو الترضية وإن كان لابد من ذلك إذًا علينا أن نختار من تدافع عن قضايا المرأة بمهنية وبروح وطنية وليس فقط من باب أننا مظلومين هذا يعزز الطامعين بهضم قاضيا المرأة وتوظيف من لا تستحق مكان من تستحق وتكون القضية الحقيقة عالقة.
نأمل أن نستفيد جميعًا من العلم والمعرفة
مراكز البحوث العلمية كتبت أبحاث عن تنظيم العلاقات الاجتماعية يجب أن نستفيد من هذه الأوراق والأبحاث بدلًا أن تكون حبيسة الأدراج
نحن بحاجة إلى أشخاص أكفاء وليس أشخاص تدفع بهم الايدلوجية و الأجندة السياسية والدينية والقبلية
العالم تقدم بالعلم علينا أن ندرك ذلك ونلحق بركب النهضة
هناك أمل في دور الذكاء الاصطناعي يجب أن نستفيد منه قدر الامكان وتوجيهه نحو تيسير عملنا وتطوير موهبتنا.