هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. موتٌ مُحقَّق

بغرفة الضيوف في المنتصف تمامًا أحضر مقعدًا خشبيًّا اعتلاه بجسدٍ مُنهَك وأقدام مرتعشة، قام بربط حبل سميك بمروحة السقف تحسَّسه بيده؛ ليتأكَّد من متانته وقوة تحمُّله.
مرة أخرى صعد ليقف على المقعد بعد أن تيقَّن من قوة ومتانة الحبل، من ثَمَّ وضع رأسه بداخل تلك الحلقة من الحبل، والتي التفَّت بقوةٍ وإحكامٍ حول رقبته.
نطق الشهادتين ثم استغفر الله متوسِّلًا أن يسامحه على تلك الجريمة التي سيرتكبها بحق نفسه وأسرته قبل أن يركل المقعد بقدميه بقوة ودون تردُّد؛ خشية تراجُعه عمَّا انتواه، ليتأرجح جسده بقوة وبجميع الاتجاهات.
شعور مفاجئ بالاختناق وضيق شديد بالتنفُّس مع سرعة متزايدة بنبضات القلب.
سمع بأذنيه قرقعةً شديدةً لم تكن إلا صوت تحطُّم فقرات عُنقه، بعد أن تدلَّى بثقل جسده من ذلك الارتفاع.
شعر بجحوظ عينيه حتى أوشكتا أن تُغادرا محجريهما، صاحَبَ ذلك تنميل بالرأس كَسَريان النار بالهشيم.
شعور بالدوار والخدر يسري بكامل جسده رويدًا رويدًا، تبعه خمول وسكون يُنبئ بأنَّ الروح انسلَّت أو تكاد من جسده.
وكما بدأ كل شيء فجأةً انتهى فجأةً، ليصرخ بخوفٍ وفزعٍ وهو يقول:
- لااااااااااااااا.
أفاق من نومه فزِعًا مذعورًا يحاول باستماتة ابتلاع ريقه وهو يُردِّد الشهادتين ويستغفر الله بعد أن أدرك أنَّ ما عاشه منذُ لحظات لم يكن سوى كابوس مُرعِب.
نظر لساعته.. كانت تُشير للتاسعة صباحًا وهو وقت مُتأخِّر بالعادة؛ حيثُ إنه تعود الاستيقاظ مبكرًا للذهاب لعمله كـ (دليفري) عامل توصيل بأحد الكافيهات الشهيرة قبل أن يبلغوه بالعمل أن يأخذ إجازةً بدون راتب أو يبحث عن عمل جديد؛ نظرًا لتوقُّف العمل تماشيًا مع قرارات الحظر بإيقاف بعض الأنشطة.
غادر فراشه ليغسل وجهه من ثَمَّ عاد للغرفة، حيثُ ما زالت زوجته نائمةً؛ ليُوقظها برفق وحنو وهو يُخبرها أن تُجهِّز نفسها وطفلهما؛ كي يقوم بتوصيلها لمنزل والديها.
تململت بفراشها محاولةً طرد أثر النُّعاس من عينيها تغالب دهشتها وحيرتها لطلب زوجها أن تقوم بزيارة بيت أهلها، وهو مَن كان يرفض ويغضب منها؛ لكثرة زيارتها المتكررة.
بدهشة نظرت إليه وهي تقول: ولكنني لم أطلب منك الذهاب لبيت أهلي!
بلهجة متلعثمة وصوت متقطع جاهَدَ ليبدو طبيعيًّا قال لها:
- سيكون من الجيد زيارتهما والبقاء برفقتهما بعض الأيام؛ لرعايتهما.
بخوفٍ وقلقٍ قد بدوَا على ملامحها وبصوتٍ مرتعش سألته:
- هل هما بخير؟
هل أصابهما مكروه وأنت لا تريد إخباري؟
أقسَمَ لها أنهما بخير، فقط يريدها أن تمكث معهما لبعض الوقت.
باستسلام وحيرة قالت له: حسنًا، سأعدَّ الطفل وأرتدي ملابسي؛ لتقوم بتوصيلي إلى هناك.
جلس بالردهة ينتظرها بينما بصره مُعلَّق برسائل الهاتف بانتظار رسالة التضامن الاجتماعي بصرف منحة العمالة المتضرِّرة من الحظر.
فتح حافظة نقوده؛ ليتأكَّد أنَّ ما بداخلها يكفي قيمة المواصلات؛ لتوصيل زوجته بيت أهلها.
اعتراه شعور مؤلم بالعجز وهو يُخرِج تلك الورقة التي سجَّلت بها زوجته مستلزمات البيت من طعامٍ ومُنظِّفات وأشياء خاصة بالطفل.
تذكَّر تلك الإعلانات المتكررة للمشاهير من نجوم الفن والرياضة وبعض الإعلاميين الذين يُطالبونه وأمثاله بالبقاء في البيت.
ابتسم بسخرية وهو يُتمتم بحُنق: وماذا عن فواتير الكهرباء والماء والهاتف؟ ماذا عن إيجار شقته وأقساط تلك الجمعية التي اشترى بها بعض الأجهزة؟
تساءل بينه وبين نفسه: أيشعرون بنا حقًّا؟ بل هل يعلمون بوجودنا بينهم؟
تحسَّر على حاله، وعاد بذاكرته للوراء عندما كان ينتمي للطبقة المتوسطة؛ ليتساءل بغضب: هل أصبح هناك طبقة متوسطة؟!
ليُتمتم بعبارة ساخرة: لقد تلاشت، فالآن هناك فئتان فقط لا غير، فئة الأثرياء والذين يزدادون ثراءً مع كل أزمة، وفئة الفقراء الذين يزدادون فقرًا مع كل أزمة.
تنهَّد بأسى وبصوت متهدج وهو يُردِّد في صمت: ليت القائمون على أمورنا يدركون أنَّ البقاء بالبيت لمَن هم مثلي موت من نوع آخر.
استطرد يقول بحزن مشوب بالوجع: إن كان خروجي للبحث عن مصدر للرزق موت مشكوك فيه، فبقائي بالبيت هو موت مُحقَّق.
سال الدمع من عينيه قهرًا وهو يُتمتم بأسى: حتى انتظاري لإحسانٍ قد لا يأتي هو موت معنوي.
بخطواتٍ مُتثاقلة تحرَّك نحو النافذة، رفع رأسه نحو السماء يدعو الله بصوتٍ لم يغادر شفتيه، وعَبرات عجزت أن تغادر مُقلتيه؛ فتحجَّرت بأحداقه لتحرق داخلَه المشبَّع بالوجع والكثير من التساؤلات.
توسَّل لله داعيًا أن يرزقه الصبر والقدرة على التحمُّل والمواجهة؛ حتى لا يقع باليأس الذي يجعله يُنهي حياته للهروب من واقعٍ أصبح كابوسًا مرعبًا له ولمَن مثله واقع أصبح أكثر وجعًا وأقسى ممَّا يحتمله المهمَّشون.
تمت

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب334057
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189992
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181564
4الكاتبمدونة زينب حمدي169778
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130984
6الكاتبمدونة مني امين116791
7الكاتبمدونة سمير حماد 107869
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97932
9الكاتبمدونة مني العقدة95034
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91822

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1441 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع