إِنَّ ٱلَّذِي أَضَاءَ لَكَ عَتَمَاتِكَ فِي لَحْظَةِ ٱحْتِيَاجٍ،
مَا كَانَ لِيَقُودَكَ نَحْوَ ٱلنُّورِ، ثُمَّ يَتْرُكَكَ تَحْتَرِقُ فِيهِ.
لَكَ فِي قَلْبِ هٰذَا ٱلْكَوْنِ مَوْضِعٌ مَحْفُوظٌ،
مَوْسُومٌ بِسَجْدَةِ أُمٍّ، وَدَعْوَةِ صِدْقٍ، وَنَفَسٍ مِّنَ ٱللَّهِ لَا يُخْذَلُ.
فَلَا تَظُنَّ أَنَّ ٱلْجَمَالَ ٱلَّذِي رَأَيْتَهُ فَجْأَةً،
كَانَ مُصَادَفَةً،
وَلَا أَنَّ ٱرْتِبَاكَكَ ٱلَّذِي أَصَابَكَ حِينَ ٱلْتَقَيْتَ ٱلضَّوْءَ،
كَانَ ضَعْفًا… بَلْ هُوَ وَعْيٌ،
وَعْيُ ٱلرُّوحِ ٱلَّتِي تُفَرِّقُ بَيْنَ ٱلزَّيْفِ وَٱلتَّجَلِّي.
وَلَٰكِنْ إِيَّاكَ أَنْ تَنْخَدِعَ بِٱلْبَهَاءِ دُونَ جَوْهَرٍ،
فَلَيْسَ كُلُّ مَن لَمَعَ وَجْهُهُ، طَيِّبَ ٱلسَّرِيرَةِ،
وَلَا كُلُّ مَن أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثَ، حَمَلَ لَكَ نِيَّةً طَيِّبَةً.
تَذَكَّرْ:
ٱلذَّهَبُ لَا يَخَافُ ٱلنَّارَ،
وَأَنْتَ رُوحٌ مَمْسُوسَةٌ بِٱلنُّورِ،
فَلَا تَهَبْ قَلْبَكَ إِلَّا لِمَن يَرَى فِيكَ أَكْثَرَ مِنْ مَلَامِحِكَ،
لِمَن يَقْرَأُكَ بِعُيُونٍ تَغَارُ مِنَ ٱللَّهِ عَلَيْكَ، لَا مِنْكَ.
فَثِقْ،
أَنَّ مَنْ أَكْرَمَكَ بِٱلتَّمْيِيزِ،
لَنْ يَتْرُكَكَ لِلتِّيهِ طَوِيلًا،
وَأَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَ فِيكَ ٱلْحَدْسَ،
لَمْ يَزْرَعْهُ عَبَثًا، بَلْ لِيَكُونَ دَلِيلَكَ حِينَ يَضِيعُ ٱلصَّوْتُ.
فَإِذَا ٱرْتَبَكَ قَلْبُكَ فِي حَضْرَةِ ٱلْجَمَالِ،
فَلَا تُسَلِّمْهُ… بَلْ تَأَمَّلْهُ.
وَإِذَا خِفْتَ أَنْ تَفْرَحَ،
فَٱفْرَحْ… وَلٰكِنْ كُنْ مُسْتَيْقِظًا.
فَمَا كُلُّ نُورٍ هِدَايَةٌ،
وَمَا كُلُّ لَذَّةٍ رِزْقٌ،
وَمَا كُلُّ قَلْبٍ ٱقْتَرَبَ، يَعْنِي أَنَّهُ جَدِيرٌ بِٱلْبَقَاءِ.