إن كان لا بد من حرب, فلتكن حرب, ولكن بسلاح غير سلاح الفتك والتخريب, غير سلاح الجبروت والطغيان, وإراقة الدماء, أليس حروب الفكر والعقول, أجدى حين يؤمن الإنسان إيمانا عميقا راسخا, أن الاختلاف طبيعة بشرية, لا مناص منها, من الإلتزام بها, الشيء الوحيد الذي يجب أن نتفق فيه, هو أننا مختلفون, يجب أن نؤمن بقوة العقل والفكر, البقاء للأفكار, للمعتقدات, ليست هناك حروب مقدسة, تقتل وتفتك, يجب أن نُنحي السلاح, لنترك للعقل الكلمة الأولى, يُدبر لنا ويُنصفنا, ويأخذ ويعطي, لكل ذي حق حقه, وأن نرسخ عقائد الحب والعدل في نفوس البشر.
فالحرب الآن لا تفصل بين غني وفقير, قوي وضعيف, فهي عمياء لا تبصر, لها يد تبطش بلا وعي, تنزف من ألمها العقول والأجساد, هؤلاء الذين ينفخون في أوارها فتشتعل وتحرق, وتحمل الرياح شرارتها, إلى بقاع الدنيا بأسرها.
إن الحروب تأكل الجميع, من له يد فيها, ومن ليس له يد, ومن يقف على الحياد, إن الفتك والخراب, الذي تخلفه الحروب, والدمار الذي ينتشر في الأرض, وفي النفوس, والهلع الذي يعتري الناس, مأساة كبرى, وصمة في قلب الإنسان وعقله وضميره, لن يكون إصلاح, وراءه خراب الدول والنفوس, وإعتلالها, إن للحروب لفحات, تشوي وجوه الضعفاء, وتمحو ملامح الحياة.