"كم جميل لو بقينا اصدقاءان كل امراه تحتاج الى كفي صديق
هواياتي صغيره .. واهتماماتي صغيره
وطموحي ان امشي .. ساعات معك
تحت المطر
عندما يسكنني الحزن ..
ويبكيني الوتر
فلماذا تهتم بشكلي .. ولا تدرك عقلي
كن صديقي
انا محتاجه جدا لميناء سلام
وانا متعبه من قصص العشق واخبار الغرام"
======================
كما صاحبت روحي أوتار حنجرة ماجدة الرومي .. ووجدت فيها لساني عندما أقمت لفترة في ساحة قصيدة "كلمات " ..
أجد عندها ضالتي .. بقصيدة أخرى هي : " كن صديقي "
تلك القصيدة العبقرية تأليف د.سعاد الصباح ..، تصف حالة من الإجهاد العاطفي للمرأة تصل بوجعها إلى حد البرود واللامبالاة ..!
تظل الأنثى طواقة للحب وهو بالنسبة لها أساس الحياة ..، تبني كل ردود أفعالها وطموحاتها ووجودها ذاته عليه ،،
ليس بالضرورة أن يكون الحب العاطفي لذكر - رغم أهميته عندها - ولكنه الحب بمعناه المطلق ..، تحب ذاتها فتهتم بأنوثتها وأناقتها ومستقبلها ..، تحب أسرتها فتعني بتفاصيلهم .. تحب ربها فتقبل عليه بالعبادات والطاعات ليس عن رياء ..، تحب وطنها فتسطر في انتخابات الرئاسة مثلاً آيات البطولة خالدة :)
الحب هو أساس كل تصرفات النساء ..، هن عاطفيات يعشن بالعاطفة ولها .. ..، حتى المشاعر السلبية تتبعها عند المرأة يصل بنا إلى سبب يتعلق بالحب حتماً
لذا من الصعب للغاية أن تصل إمرأة لهذه المرحلة المتقدمة من البرود والجمود العاطفي .. إلى هذا الحد من رفض الآخر بكل ما يقدمه لها من مغريات ما لم ترى في مغرياته مهلكات ..!
رفض العرض العاطفي جاء لأنها تحتاج إلى "ميناء سلام " ..، وميناء سلام تعني أن الحب لطالما كان لها أرض حروب واضطرابات ومعارك خاسرة !
ومن هنا يتضح كم العذاب والإحباطات وخيبة الأمل الذي لاقته هذه الأنثى في ساحات الحب ..، حتى كفرت به وبكل من يحاول أن يبدأ معها من ذات الطريق الذي ملته حد الكراهية
أجنح بالقصيدة لأتأمل حال النساء في زمننا هذا ..، بل نوع معين من النساء وليس كلهن ..، ذلك النوع الذي لم يجد له في الدنيا سند ولا ظهيرا ،،
ذلك النوع الذي يعد وجوده أساساً أشبه بزهرة برية تنمو في أحضان جبل في بيئة صحراوية قاسية .. تعيش ما قدر لها ثم تموت ولا يرثيها أحد ..!
القصيده تشكي الحاجة إلى صديق .. من كثرة خذلان الأحبة وندرة الأصدقاء ..،
وخذلان الأحبة يأتي عندما يطمع الرجل فيما تخبئه الأنثى من عاطفتها لأجل متعة وقتية ترضي غروره ثم يبدع لاحقاً في التملص والهجر وما أكثر المبررات المختلقه حينئذ ..
أما ندرة الأصدقاء فمن الصعب أن تجد صديق - أو صديقة - غير حاسد ولا طامع ولا متحين لفرصة أو مقابل
وبين هذا وذاك تقاتل المرأة لتحافظ على ما بقي لها من عاطفة انتهكت وتنتهك يومياً وتحاول إنقاذ بقايا قلب ..ولو كان فتات !
حتى إذا ما أقامت في دار عزلة .. ظهر لها آخر يبدأ نفس البداية .. له ذات الملامح .. يشير لها إلى ذات الطريق وهو يرى في نفسه الكفاءة لينال ما تبقى منها ..،
يطمع في أنثى .. بينما هي بحاجة إلى يد فقط ! يد تمتد إليها لتعينها ولا تنتظر منها مقابل
بحاجة إلى " ميناء سلام " ..
"ميناء سلام" كم يبدو المعنى والمصطلح عسير الوجود في زمن كهذا ..، لأنثى لم تطلب في حياتها إلا سلام هذا الميناء فلم تجده في رفيق ولا صديق !
وتبقى قصيدة كن صديقي .. نداء يصل إلى حد الرجاء .. يعلو كلما لاح إقتحام آخر
إقتحام من فارس جديد ..
لا يقبل إلا دور البطولة !