إذا انطفأ المصباح في غرفته،
ابتسم وقال:
لا حاجة للضوء… طالما الذاكرة تضيء لي الممر.
وإن تأخرت الحافلة،
نظر في ساعته المكسورة وقال:
ربما تأخّرتُ أنا عن الحاضر، لا هي عن الموعد.
وإن تسرّب الماء من السقف،
مدّ كفّه وقال:
قطرةٌ جديدة! دليل على أن السقف لم ينسَ أن يتنفّس.
وإن كتبوا اسمه خطأً في قائمة الموظفين،
ضحك وقال:
أليس الاسم مجرّد اقتراحٍ قديمٍ على وجه الإنسان؟
وإن سقطت شجرةٌ أحبّها في الحديقة،
قال:
لعلّها انحنت أخيرًا لتحضن ظلّها.
وإن سمع خبرًا عن أزمةٍ قادمة،
تنهّد ثم قال:
كلُّ شيءٍ يعبر… حتى الصمت، يعبر.
وإن سألته: كيف تقاوم؟
قال:
أنا لا أقاوم… أنا أفتح الباب لما يأتي، وأتركه حين يرحل.
فقلتُ: أنت لا تكترث!
فقال:
بل أُحبّ كلّ شيء، لكنني لا أُمسِكُ بشيء.
قلتُ: إذًا… مَن أنت؟
قال:
أنا من لا يُراهن على الغد،
لكنّه يُرتّب وسادته في الليل… كأنه سيحيا ألف عام





































