آخر الموثقات

  • استسلام من إستسلموا
  • طريق النهاية
  • دور لا يناسبهم
  • إفلاس حقيقي
  • الجعجعة تخسر ..
  • أحمقَ حين بادلني التجلّي والمكان
  • أمام مدينتي
  • أحبك من بعيد
  • شعورٌ ما ...
  • فجوة
  • وحدي أمامكِ
  • صرخة من خلف القضبان
  • مستقبل
  • العودة الصغرى
  • مسرحيةُ (النيلُ والقربان فداءً لأمريكا)
  •  بعثرة عشق
  • حبيب شاعر
  • وهذا الليل ..
  • حلم نور - الفصل الثاني
  • غيوم الشر - الفصل الأول
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة شيماء عبد المقصود
  5. هنا غزة ٣

منذ بداية الخليقة وبالتحديد منذ أن أهلّت أول جريمة بشرية على بني الإنسان، التي كانت بين الأخوين قابيل وهابيل، تلك القصة الدامية التي لن تنتهي، ولا مفر منها، طالما أن الخير موجود يناطح الشر، والحق في صراع دائم ضد الباطل، والسلام والحرب متناقضان على وتيرة واحدة.

وستظل هذه الحقائق وجودية على تلك البسيطة، سارية تربي فينا مشاعر متناقضة، وفضائل متضاربة، وعقائد مذبذبة!

ومما لا شك فيه أن في كل منهم شقا ينأى بأخلاقنا ويحمينا من سقطات النفس في بئر المعاصي والأهواء، والشق الآخر منه ما يقود غفلة النفس ويسقطها منتشية في خمر المطامع المادية والمآرب الشخصية، وستستمر الحياة هكذا حتى يأتي اليوم الموعود الذي تجتمع فيه الخصوم أمام قاضي القضاة، رب الأرض والسموات، وفي ذاك اليوم سيُقتص للناس بعضهم من بعض، ويأخذ كلٌّ حقه كاملًا بلا منازع، والقصاص يومئذ لا يكون بالمال ولا بالسجن، ولا بغير ذلك، بل سيكون هناك ميزان العدل؛ به كفة توضع فيها جميع أعمال الخير وإعلاء الحق، بل وكل مواقف الإنسان التي سعى من أجل نصرتهما في الدنيا.

فهنيئًا بالجنة لمن ثقلت موازينه، وخسارة ما بعدها خسارة في الدنيا والآخرة إذا خف ميزان الكفة الأخرى، حين تشهد على الإنسان كل أعماله التي سُجلت بصحيفته من أعمال الشر، وشهادة الزور، وأكل الحرام، ونصرة الباطل على الحق.

وفيهما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [الْمُؤْمِنُونَ: 102_103]

 

حسبةٌ صعبة هي تللك المناظرة التي بين الكفتين، والواقع أنها مسألة جديرة بالنظر؛ بالنظر فقط في ضمائرنا، لا سيما أنه هو الركيزة الأولى التي ينبع منها كل خير وشر للنفس، في حين أنه يستطيع أن يمنحنا الكثير الكثير لكل ما يؤهلنا لنفوز بالكفة الراجحة في نهاية المطاف، فما علينا إلا أن نواجه به كل تداعيات الحياة بكل ما أوتينا من قوة، وإن كانت هذه التداعيات مجرد أشياء بسيطة في نظرك، وأن ليس لها تاثير في الواقع ولن يؤخذ بها بعين الاعتبار، فذاك لأنك في مأمن على البر في حين أن هناك بعرض البحر من يتمنى أن يتعلق ولو بقشة لتنقذه من الغرق، فلا يغيب عن أذهاننا ولا يبرح أفئدتنا إخواننا بغزة، ولا ننسى وصية الرسول الكريم لنا _صلى الله عليه وسلم_ في الحديث الشريف: "إذا اشتكى منه عضو تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"

فكيف لا، ونحن المسلمون أخوة في العروبة والدم والدين، وأولى ببعضنا البعض في تلك الفاجعة التي اجتاحت أرضا مقدسة لنا في شأنها، كما لهم وأكثر؟!

فتلك الأحداث التي تدور أمامنا كل يوم لا بد أن توقظنا من غفلتنا وتصحبنا للطريق الصحيح وتجعلنا نقف أمام أنفسنا ونحاسبها، ونكف عن تلك المهاترات الشيطانية التي تجشمت بداخلنا حين ينوب عن ضمائرنا شيطان أخرس يراودنا دائما بهذا السؤال: هل ما نفعله الآن من مقاطعة أو مظاهرة أو تحيز للقضية سيعيدها سيرتها الأولى ويسترد أصحاب الأرض حقهم فيها؟! أم أن هذه الأحداث مجرد صراع وقتي، وانتفاضة من شعوب العالم للمطالبة بالحرية لشعب أعزل نقف بجانبه في شدته وحسب وبعدها ستمر الأحداث وتهدا رويدًا رويدا مع مرور الأيام كسابقه منذ بداية الأحداث عام 1955حتى 1956، وهزيمة العرب ونكسة 67، مرورا بانتفاضات كثيرة حتى عام 2000 إلى 2005؟!

والمدهش في الموضوع أنني عندما ضغطت على مؤشر البحث لتاريخ تلك الانتفاضات. وجدت أن هناك انتفاضات مرت علينا مرور الكرام؛ وإن كان أقربها تلك التي لم نلتفت إليها بالمرة عام 2015إلى 2016 والتي سميت بانتفاضة السكاكين، وهذه الانتفاضة الفلسطينية الثالثة أو انتفاضة القدس تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات طعن متكررة لعسكريين ومستوطنين إسرائيليين، وكذلك قيام إسرائيليين يهود بطعن فلسطينيين، وإعدامات ميدانية للفلسطينيين بحجج محاولتهم تنفيذ عمليات طعن!

تزامنت الأحداث أيضًا مع تنفيذ القوات الإسرائيلية ضربات جوية على قطاع غزة الذي انطلقت منه صواريخ نحو إسرائيل. 

والسؤال الآن:

أين كنا نحن من كل تلك الأحداث؟ أين كانت ضمائرنا؟ وإلى أي مدى ذهبت عقولنا عن مناصرتهم في قضية نحن أولى به، وكأننا كنا في كوكب وفلسطين في كوكب آخر لا علم لنا به وما يجري على أرضه؟! 

هل كنا ننتظر فعلا صحوة كصحوة "طوفان الأقصى" التي كان هدفها أن تسترد أرضها وكفى، ففعلت فينا من الأفاعيل ما لم نكن نحسبه ولو عشنا عمرًا فوق عمرنا ما كنا سننتبه إليه ابدًا؟!

لقد ردت لنا عقولنا وأيقظت ضمائرنا ورجعنا نتمسك بعقيدتنا السمحة دون إكراه، فهدفنا الآن أصبح أكبر من مناصرة قضية واسترداد أرض وحسب.

فما وصلنا إليه واجتزناه حقا هو استرداد "إنسانيتنا" فمن هذه النقطة نستطيع أن نحقق المستحيل وبمقدورنا أن نعيد كل حقوقنا المنهوبة ونمد أيدينا في"حنك السبع" ونستردها، فما يجري الآن على أرض الواقع لا تستصغره ولا تستهن به، وإن كان يبدو لك الهدف ضئيلا جدا فذاك هو الأساس الذي سيقام عليه "النصرة الكبرى" لاسيما اعتمادنا على أنفسنا ومقاطعة كل صغيرة وكبيرة من منتجاتهم، ومطاعمهم التي أصبحت تتحكم في منوال حياتنا التي أظهرتها بعض الإحصائيات بأن الشعوب العربية تعتمد على المنتجات التي تدعم الكيان الصهيوني والأمريكي بنسبة 90%، تلك هي اكتشافات الإحصائيات فماذا عن اكتشافنا نحن لأنفسنا من الداخل؟ هل ما زلنا مذبذبين بين إلى هؤلاء ننتمي أم إلى هؤلاء ننتبه؟! 

وأتعجب منا نحن العرب بالأخص حين خرجنا من دائرة مشكلة فلسطين وتحرير الأرض ودخلنا في دائرة أخرى ألا وهي دائرة العروبة، وكل من له في الحوار ومن ليس له يندد بالشتائم وتوبيخ العرب والمسلمين باتهامات باطلة ليس لها أي دليل من الصحة، والأدهى أنها تنشر على وسائل السوشيال ميديا عيانا بيانًا، فلا نلوم على أعدائنا حين يتخذوا تلك الشواهد كدليل قوي أمامهم، ومن يتابع الأخبار باستمرار سيؤيد رأيي في تلك النقطة بالذات، فلقد اعتمدت وسائل الإعلام لديهم على أفلام وثائقية للتاثير على الرأي العام مشيرين بأصابع الاتهام على المسلمين بأنهم على فرقة دينية وعقائدية.إذًا، ومن وجهة نظرهم كيف لنا نحن المسلمين أن نطالب بتحرير أرض هم شركاء فيها مع الفلسطينيين منذ فجرها، حيث يقومون بعرض تلك الأفلام في هذه الفترة باستمرار لتحريك المشاعر والتعاطف معهم بحجة أنهم شعب مظلوم تحت ظل تلك الاتهامات المنسوبة إليهم والدائرةعليهم، والمؤسف أن تلك الأفلام يشارك فيها فلسطينيون ويهود؛ يعرضون فيها ما يخص حياتهم المعيشية بإطار يوم كامل مع بعضهم البعض وكيفيية تعاملهم بكل حب وتفاهم؛ رغم رسوخ وطأة الاحتلال. 

 

كان المسلمون قديما يتقبلون وجود اليهود ويحسنون إليهم ما داموا ملتزمين بشروط إقامتهم، ولكن اليهود هم اليهود! سرعان ما كانوا يعودون إلى غدرهم وخيانتهم.

عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان بها ثلاث قبائل من اليهود هم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، واليهود من طبعهم الغدر والخيانة، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمن خيانتهم فعقد معهم معاهدات الأَمْن والتعاون، إلا أنهم سرعان ما خانوا هذه المعاهدات، وضربوا بها عرض الحائط رغم أنهم يعتبروا من أهل الذمة، والعرب قديما باختلاف أديانهم وطباعهم كانت عندهم تلك المعاهدات -قبضة على الرقاب-، لكنهم وللأسف هم أقذر جنس بشري على وجه الأرض؛ لم يوفوا بمعاهدات، ولن ينظفهم تطبيع، ولا يؤتمنوا في هدنات، بل ويستهزؤون بأي مؤتمرات للصلح. 

فلقد فعلوا ما فعلوه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يعلمون يقينًا جازمًا بما سطر بكتبهم المقدسة أنه نبي الله المنتظر وخاتم الرسل، فماذا ننتظر نحن منهم؟!

نحن لا نعلم من سيحرر "الأرض المقدسة" إن كان العرب أم الفلسطينيون، أم المسلمون في آخر الزمان كما نبأنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف..

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود[1]" متفق عليه.

 

فذاكرة التاريخ تعج بنماذج مؤذية كثيرة لا حصر لها من هؤلاء الشرذمة اليهودية، ومن يتأمل حالنا اليوم سيرى الظلم عم وطم حتى طفح الكيل، وسيرى الحلال والحرام رأي عين، بينا وعلى الملأ، حتى أن الأعمى يتحسس الفرق بينهما لمجرد أن يستمع لسير الأحداث وتفسيرها دون شرح.

فإلى متى يا أمة المليار؟ إلى متى؟ ونحن أدرى الناس بعلتنا؟! 

نعم.. نحن نعلم جيدًا موضع الداء، كما أننا نعلم بالضبط ما هي وصفة الدواء التي سيكون فيها سبيل الرشاد والفلاح والنجاح لالتئام ذاك الجرح النازف.

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"

لكننا وللأسف المخذل اتبعنا طرقًا باعدت بيننا وبين اتباع الحق كما بين المشرق والمغرب، وزد على ذلك تجاهُلنا ما كان لا ينبغي أن نتجاهله أبدًا وسكتنا عنه؛ ليس بغرض السكوت ذاته بل لأننا انتهجناه كأسلوب حياة، وألفنا الصور والمشاهدات على الشاشات والمواقع واعتبرنا أن كلمة "حسبي الله ونعم الوكيل" أضعف الإيمان وهي ما سترد الحقوق لأصحابها بالقول لا بالفعل، وبالقلب لا باليد، وأنها ستصنع لك المعجزات وأنت جالس بمكانك أمامك العشاء الفخم وبجانبه زجاجة المياه النقية، وأسرتك بكامل العدد تلتف حولك، وأولادك يمدون أيديهم في أي طبق شاءوا، وبجانبكم ايضًا مدفأة فارهة تقيكم برد الشتاء، ثم تقوم وتفتح صنبور الماء لتغسل يدك جيدا قبل أن تنام، ولا يهنأ بالك ولا يغمض لك جفن إلا قبل أن تطمئن على أولادك أنهم نائمون دافئون على أسرّتهم وكلٌّ بمكانه، ويمكنك ايضًا غلق هذا التلفاز الذي يزعجك صوته وصور مشاهدات الحرب التي لا تنقطع ليل نهار، وإن كان ولا بد يمكنك أن تغير القناة لتسمع وتشاهد ما يحلو لك قبل النوم، ثم تضع رأسك على وسادة نظيفة يتخللها رائحة عطرة، وحين يغلبك النوم لن يزعجك صوت صفارة إنذار لا تنقطع، ولا أصوات صواريخ ومدفعيات تقلقك، وتمر الليلة بأمان كامل لا يضرك شيء، وفي الصباح تقوم لتودع أولادك قبل أن يذهبوا لمدارسهم وأنت مطمئن أنك ستعود في المساء من عملك وستجتمعون على خير كما اعتدتم كل يوم.

 

تأمل الصورة جيدًا ثم قل لي بربك: هل تخيلت ولو لمرة واحدة أن تضع نفسك بغير تلك الصورة، أو تخيلت كيف سيكون حالك لو انقلبت الصورة وأصبحت مكان أي أب في غزة ممن حصدت الحرب أرواح أبنائهم وما زالت تحصد كل يوم بل وفي كل ساعة ودقيقة؟! وإذا قدر لك أن تعيش يومًا واحدًا من أيامهم؛ تواجه الموت بأبشع صوره بداية من لحظة أن يخرج الأب من بيته ساعيًا لرزقه في الصباح تاركًا أبناءه وزوجته في ودائع الله بأن يحفظهم تحت هذا القصف المستمر المنهمر الذي لا يرحم صغيرا كان أو كبيرًا، وفي المساء يعود ذاك الأب مستقبلًا مصيره المحتوم الذي لطالما كان يفر منه منذ بداية الحرب حتى حان دوره المنتظر، فأصابه ما أصاب قبله من الآلاف وما ينتظره مئات الآلاف من بعده إلى حين يأتي دورهم بذاك المصير المحتوم؛ حيث المشهد الواحد الذي لا ينتهي ولا يتغير حين يأبى الإنسان الحياة دون أحبابه وأهله وذويه وحتى جيرانه، فكل هؤلاء تحولوا في لحظة إلى ماضٍ؛ لن يعود من تحت الركام والهدم، و مهما نبش في الركام، ومهما رُفع من الحطام، ومهما نادى بأعلى صوته أملًا في أن صوته يصل إليهم.فعذرًا لن يعود شيئًإ..!!

تبددت الصورة تمامًا؛ استشهد أعز الناس لديه، حتى أن أقل حق له ولهم أن يصلي عليهم صلاة الجنازة وذاك في حالة إن وجدت جثثهم بالأصل؛ حتى ذاك الشعور البسيط الذي سيعوضه معنويا عن فقد أحبابه، حتى هذا لن يناله!

والمكان الذي من المفترض أنه لصيق شريط ذكرياته أصبح سجينا بداخله؛ ليس من حقه أن يجلس فيه ويلمس شيئا منه؛ ليس لأنه هُدم وصار أطلالا وحسب، بل لأن المنطقة برمتها أصبحت غير مؤهلة للعيش فيها ومعرضة للقصف في أي وقت لاحق، وتلك هي أول خطوة في هذه الرحلة المشؤومة، أما الخطوة الثانية؛ إن كان من سعداء الحظ لوجد مكانا بمخيم من المخيمات بإحدى المدارس التابعة (الأونروا)

التي تحمل علم الأمم المتحدة، ومن المفترض أن هذه العلامة للحماية من القصف الإسرائيلي، لكن هنا في غزة، وتحت وطأة الظلم والاحتلال لا فرق بين (الأونروا) وغيرها، فكلها مسميات لا يسمن ولا يغني من جوع عنها تحت أمطار الصواريخ ..!

ولو حالفه الحظ أكثر وأكثر لوجد مكانًا يأوي إليه بإحدى الخيم الموجودة بفناء المدرسة، أو مكانًا بأحد الفصول المكدسة بالنازحين وأسرهم، ولا يأمل بأكثر من ذلك، إلا أن يجود عليه أحد من النازحين بكرمه ليتقاسما الغطاء ليلا في فرشتهما وهو مستلق على جانبه لعدم وجود متسع للاستلقاء على ظهره، وإن أعطاه أحدهم قطعة خبز مما توزع عليهم؛ فذاك منتهى الكرم وأكثر، والذي يتميز به أهل غزة في الضراء قبل السراء، أما عن "غُموس الخبز" فلا تسأل عنه احدًا، لأنهم ينامون جائعين ويستيقظون جائعين إلى أن تصل إليهم الإعانة اليومية في أول النهار أو آخره، وما بين الوقتين بطون تتضور جوعًا في انتظار المتبرعين ليوزعوا على كل أسرة رغيفا أو رغيفين من الخبز لو أمكن ذلك، وإذا كان الحظ حليفك بالفعل تحجز مكانا بأحد الصفوف أمام طاهي العدس لتفوز بمغرفة أو اثنتين من حسائه الساخن في هذا البرد القارص لتسد به جوعك، ولتحمد الله على ذلك وكفى.

ناهيك عن شاحنات المساعدات بما تحمله من مياه، ومواد غذائية، ومستلزمات طبية، وما يحدث أثناء وصولها ينقض عليها النازحون وكأنها فرائس قد تهرب من أيديهم في أي لحظة، حتى أنه لم تمر بعض الدقائق على وصولها إلا وتفرغ عن آخرها، ولا تقل لي أن الجيش الإسرائيلي قد سمح بدخول مائة شاحنة أو مائة وخمسين أو.. أو.. ولا تقل لي إمدادات إنسانية ولا منظمات دولية، فكل ذلك مجرد نقطة في بحر من متطلبات قطاع كامل يبلغ عدد الذين يواجهون الجوع والمجاعة الكارثية فيه 576600 (26% من السكان)

قل لي بربك، كيف حالك الآن، وكيف حالهم؟

أما إذا كنت تريد أن تقضي حاجتك كأي إنسان عادي، 

فهذا غير مسموح لك وقتما تشاء إلا قبل أن تحجز أيضا مكانًا في الصف، وعندما تصل لدورك لا تعقب على نظام الصرف الصحي في المدارس فإنه بالطبع معطل، وإذا كنت تريد التحدث عن الأمراض، فهناك جدري الماء والجرب والقمل، وإذا كنت تريد التحدث معهم عن أحوالهم فلن تسمع إلا الحمد لله من الصغير قبل الكبير..

 

استقبل العالم أولى دقات ساعة عامهم الجديد 2024 مودعًا بالعد التنازلي عام 2023 حيث عُرضت الألعاب النارية بجميع أشكالها على مرأى ومسمع، دون اكتراث لفاجعة ما يحدث بغزة، أو حتى حفظا لماء الوجه لمجرد أننا عرب وكرامتنا واحدة، لكن لا بأس، فبحلول الساعة الواحدة انطلقت من غزة أيضا عروض نارية لكنها من طراز خاص؛ صواريخ حربية "صنعت في غزة " كانت باتجاه وسط إسرائيل مباشرةً، مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في جميع أنحاء وسط وجنوب البلاد، ومما آثار جنونهم وردوا الضربة بضربات مكثفة حتى أن الغارات الجوية لم تهدأ ولم تتوقف المعارك البرية بين الطرفين، حيث شهد شرق وشمال مدينة خانيونس وفي الزيتون شرق غزة، أما عن وسط القطاع فلقد شهد اليوم الأول من العام ما لم يشهده من قبل منذ بداية الحرب؛ حيث استمر الضرب بلا هوادة وتوغلت دبابات جيش العدو في البريج، والقصف الجوي بالنصيرات والمغازي ومدينة خانيونس وجنوب القطاع.

كل هذا وغزة كما هي صامدة تنزف من الداخل بدماء أبنائها شهداء المجازر دون أن تنتظر من يضمد جرحها، باسلة تنظر للعالم بكبرياء وشموخ وهي في وسط المعركة وحدها تودع 24,285 من أبنائها شهداء للعزة. 

 

وإن سألوك يومًا عن غزة، فقل لهم: بها شهيد، يسعفه شهيد، يصوره شهيد، ويودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد. 

ولئن سألوك أهل غزة؛ أين المسلمون والعرب؟ فقل لهم: كثير كثير كثير منهم وربي من تُتنزع ضلوع قلوبهم إزاء كل خبر تسمعه عنكم، ومع كل مشهد تشج صدورهم بالأسى والحزن على فجيعتكم، لكن وللأسف لا حول لهم ولا قوة، وما باليد حيلة إلا بمظاهرة تطفئ بعض نار الغضب، ومقاطعة متواصلة عساها تشفع لهم يوم الدين فيما ارتكبوه بحقكم جراء هذا الصمت المجحف أمام كل ما يحدث لكم. 

وإن سألوكِ يومًا يا غزة، عمن تخلوا عنك في شدتك؟! 

فقولي: كفاني الله وحسب، فهو نعم المولى ونعم النصير.

فصبرا أهل غزة، صبرا فنحن والله لا نملك لكم إلا المجاهدة بالدعاء، وبعضًا من الطعام والدواء، وما سوى ذلك فليس لكم إلا الصبر والمرابطة، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

 

كلمات أعجبتني في حب غزة..

يبدو أن إسرائيل فوق القانون الدولي..تخترقه بلا راجع 

تضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط..

تصادر أراض الفلسطينيين من دون مُساءلة..

تطرد المقدسيين من بيوتهم من دون حساب ..

تقتل حق شعوب المنطقة في السلام بدون إكتراث..ولم يطلب مجلس الأمن حتى وقفًإ لإطلاق النار ..إلا بعد ما أكلت النار الأخضر واليابس ..

تقتل 14مدنيًإ فلسطينيًا كل ساعة. 

تسلب حياة امرأة فلسطينية كل 20 دقيقة.

ماذا تقول أم فلسطينية لطفلها..إذ يطلب شربة ماء 

وهما تحت الأنقاض ..فلا تقدر أن تلبيه..

هل سينسى الولد هذا اليوم وإن عاش؟!!

هل سينسى صورة أمه وهي تودعه بأخر كلمات بينهما ..تهدهد باذنه وهما في وسط هدير ال م و ت بكلمات ستظل لصيقة ذاكرته قائلة له : إن قُدر لك الحياة يا ولدي فاعلم..ان حقك في الغذاء والماء والدواء يعتبرها العالم جريمة حرب ..وكونك فلسطينيًا. فاعلم أن حقك مهضوم 

والقانون الدولي لم يوجد لمثلك..وان ليس لحياتك قيمة كحياة غيرك من أطفال العالم؟ !!

فماذا ينتظر العالم ..مصير هذا الطفل في المستقبل؟!!!

 

 

إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓-3الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑4الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة حسن غريب
9↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑25الكاتبمدونة نورا شوقي200
2↑19الكاتبمدونة رشيد سبابو212
3↑17الكاتبمدونة محمد جاد78
4↑14الكاتبمدونة غازي جابر67
5↑9الكاتبمدونة خالد دومه30
6↑9الكاتبمدونة شيماء عصام124
7↑8الكاتبمدونة احمد كريدي98
8↑8الكاتبمدونة نجلاء محجوب142
9↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)158
10↑6الكاتبمدونة مها الخواجه29
11↑6الكاتبمدونة سعاد سيد187
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1069
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب690
4الكاتبمدونة ياسر سلمي652
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم568
7الكاتبمدونة آيه الغمري496
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني423
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة402

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب330675
2الكاتبمدونة نهلة حمودة186862
3الكاتبمدونة ياسر سلمي178506
4الكاتبمدونة زينب حمدي168930
5الكاتبمدونة اشرف الكرم127959
6الكاتبمدونة مني امين116112
7الكاتبمدونة سمير حماد 106366
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97318
9الكاتبمدونة مني العقدة93884
10الكاتبمدونة مها العطار87397

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
2الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
3الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
4الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
5الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
6الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
7الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
8الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
9الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
10الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10

المتواجدون حالياً

831 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع