ذهب بحارة البلدة (بعدما أمسى الكل بحارة ) في رحلة إلي المجهول يلتمسون رزقا ما عاد ممكنا بين طرقات بلدتهم البائسة التي ابتليت بحاكم جشع سيطر على كل خيراتها وادعى الألوهية ، فلم يكتف بسيطرته على موارد القرية البسيطة وحرمان أهلها منها بل تعداه للمطالبة بعبادته بالأمر وتقديم فروض الطاعة والولاء ، إلى أن جاء يوم قرر فيه أحد شباب القرية ويدعي عامرا أن يتحدي الحاكم في مواجهة يكشف من خلالها زيف ادعاؤه وهدده بتقليب أهل البلدة عليه وتخريبها إذا لم يذعن لتحديه ، قبل الحاكم التحدي وجمع أهل البلدة كلهم لرؤية التحدي كما طلب عامر ، وفي الساحة الكبيرة وقف عامر في مواجهة الحاكم وقال له: سوف أقتل نفسي وإن كنت إلها حقا أحيني مرة أخري ، وبالفعل ودون أن ينتظر جواب الحاكم قتل نفسه ، اضطرب الحاكم وارتعدت فرائصه ، ولكنه مالبث أن أشار لعامر بالبعث فعاد حيا وسط ذهول أهل القرية ، وارتسمت على عينه الواحدة نظرة فخر وانتصار ، ومن يومها لم يتجرأ أحد على الوقوف في مواجهة الحاكم ،بل غالوا في عبادته وتقديم القرابين له بعدما كان ما كان من عامر "