كانَ يا مكَانْ، في أحدِ الأزمَانْ، عاشَ شاعرٌ حياةً مديدَةً، مليئَة بالحُبّ والأحلاَم، بالدُّموع والآلامْ. كتبَ بقدرِ جبَلٍ من القصَائد. سكنَ الشّاعرُ بجوَار شجرَة، شجرَةٍ تُجاورُ نهرًا، نهرًا يُجاورُ جبَالاً، جبالٌ تعزلُهُ عنِ العَالمِين. شاعرُنَا عاش عُزلتهُ كالبُوذَا. خلَتْ حياتهُ إلاّ من الخُبز والقَهوَة، الكُتُب، المُوسيقَى، وكثيرٍ من الصُّور الّتي تحملهَا الذّاكرَة. كانَ مشّاءً كفيلَسُوف، يشعُّ حبًّا كقدّيس. عاشَ شاعرُنَا كثيرًا. حتّى بعدَ تسلُّل رُوحه للسّماء لم يمُتْ، لأنّهُ لا يَليقُ بشاعرٍ أن يمُوتَ، بلْ عاشَ في أرواحِ الكُتُبِ وقُلوبِ النّاسْ.