آخر الموثقات

  • السيدات .. سبب كل الجرائم
  • اجرام وارتواء
  • قادرة أحلم
  • يا خسارة
  • صباح الخير أيها الأمل
  • الفناء
  • الرمز الخالد
  • لا تحزني .. إنه معنا
  • الله لا ينسى
  • الأن انا بخير
  • لماذا نشعر بالسعادة عندما نحسن إلى الآخرين؟
  • ولعبت الغميضة ..
  • الثانية ألمًا..
  • يضمنا الغرام  
  • يا صحوة الإسلام
  • روايات لا تقرأها رورو
  • منافذ الخير
  • منطق الاقوياء
  • كم تغيرنا المحن!
  • ليس الجمال دائما
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نشوة أبوالوفا
  5. أنت سكني

الفصل الأول 

استيقظت وأيقظت توأمتيها ذاتي السبعة سنوات وبدات بتجهيزهما للذهاب للمدرسة وبينما يتجهزن يفتح باب الشقة ودلف ياسر للداخل 

"إيه ده انتو رايحين المدرسة؟!" 

ردت مها بكل برود" أكيد النهارده مش أجازه" 

لتقترب الفتاتان منه قائلتين "صباح الخير بابا، كنت فين بدري كده؟"

 رد بلا مبالاة "مع أصحابي هاكون فين يعني؟"

فتساءلت جنة بكل براءة "وهم أصحابك يا بابا مش عندهم شغل ولا بيصحوا بدري"

رد بملل "لا ما عندهمش شغل، وبعدين انتي مالك خليكي في المدرسه يالا"

سألته مها سؤالًا تعرف إجابته لكن مخها أجبرها على السؤال "هتيجي توصلنا المدرسه؟" 

فأشار بيديه بلا "أوصلكم إيه أنا هلكان، وعاوز أنام، خدي تكتك وانتو رايحين"

ردت باستسلام "ماشي هات الفلوس"

 فأخرج النقود "خدي، وهاتيلي علبة سجاير وانتي جايه"

 ردت باستنكار "سجاير! هي حصلت! هاشتري أنا السجاير يا ياسر" 

"وماله يعني؟ ده إنتِ ست نكديه، قفلتيني وطيرتي الدماغ اللي الواحد ضابطها، أنا داخل أنام "

وتركهم ودخل غرفته أما هي فأوصلت بناتها رحمة وجنة إلى المدرسة وعادت للمنزل 

كان قد نام رتبت المنزل وهي تبكي على حالها الذي ينحدر كل يوم من سيء لأسوء.

وجدت هاتفه ملقى على الطاولة، وصلته رسالة ففتحتها لتجدها رسالة من إحدى متابعاته على الفيس تشكره فيها على عدم نسيانه لعيد ميلادها وعلى إرساله ذلك البوست المليء بالورد والتورتات والعبارات الرقيقة.

جلست مكانها وهي تتذكر أنه حتى لم يقل لها عيد ميلاد سعيد وبعد وصول إشعار الفيس له قال بسخرية

 "إحنا ما وراناش غيرك النهارده، الفيس كل شويه يقولي النهارده عيد ميلاد مها"

ولم يكلف خاطره حتى بقول عيد ميلاد سعيد لها، كانت تلك الرسالة القشة التي قصمت ظهر البعير، لقد أعلنت التمرد والعصيان على حالها المتردي لسوف تثور مهما كانت النتائج إلى هنا وكفى.  

جمعت أمرها ودخلت غرفة بناتها أو لنقل غرفتها فهي منذ أن حملت وهي تنام وحدها بحجه خوفه على الجنين، لملمت متعلقاتها كاملة وتركت الشقة متوجهة لشقة والدها التي تركها لها بعد موته.

واتصلت بالمدرسة وأخبرتهم بذهابها لعمل طارئ وأنهم يجب عليهم أن يتصلوا بياسر ليأتي لاصطحاب الفتيات، ثم أغلقت هاتفها.

دخلت الشقة وشرعت في حملة تنظيف فالشقة مغلقة منذ فترة طويلة.  

أفاق ياسر على صوت ذلك الهاتف الذي لا يكف عن الرنين ليجد رقم غير مسجل يلح في الرنين، قال والنوم يداعب جفونه "يوه مين؟"

"أيوه أنا ياسر ياسين" 

....

"بنات مين؟"

...... 

"بناتي أنا هي أمهم ما جاتش!"

......

"طيب طيب."

لينادي بأعلى صوته "مها" ولا مجيب 

"يوووه، يا مها" ليبحث عنها فلم يجدها فطلبها على هاتفها المحمول ليجده مغلق، أخذ يزفر ويسب ويلعن 

"يخربيت كده، راحت في انهي مصيبه دي عشان تدبسني التدبيسه دي، الواحد ما لحقش ينام"

وذهب للمدرسة وأحضر الفتيات وعاد بهما للشقة

وهما طوال الطريق تسألان عن والدتهما 

"بابا ماما فين؟" "ما جاتش ليه؟"

إلى أن صرخ فيهما "اتكتموا مش عاوز أسمع صوتكم"

عند وصولهم للشقة أعاد الاتصال بها مرة أخرى ولا مجيب 

فأدخل الفتاتان شقة أخيه سامر وزوجته صفا (اللذان لم ينجبا ويعتبران جنة ورحمة بمثابة ابنتيهما)

واستمر بالاتصال بمها ولا مجيب 

"هتكون راحت في أنهي مصيبه دي؟!" 

بقلق قالت صفا "اهدي يا ياسر، جايز في مشوار والموبايل فصل أو اتسرق" 

"يبقي تتنيل وتيجي البيت"

بعد فترة كانت مها أنهت تنظيف الشقة وتنعمت بحمام منعش وقامت بعمل كوب من النسكافيه، ثم فتحت الهاتف وهاتفته، ما أن رن الهاتف ووجد اسمها 

"انتي فين يا مدام؟ وسايباني أروح أجيب البنات"

ردت ببرود "طبعًا أقلقنا منام سيادتك الفظيع"

 رد بغضب "لا انتي بتستظرفي يا مها، اخلصي لما تيجي نتحاسب"

"لا ما فيش لما آجي"

"يعني إيه؟"

"يعني أنا في شقة بابا، ومش راجعه، لو كنت كلفت خاطرك كنت لقيت هدومي وحاجتي مش عندك"

تساءل بعدم تصديق "يعني إيه مش راجعه؟!"

 قالت بهدوء "يعني عاوزه اتطلق يا ياسر"

 قال والغضب يتملكه "إيه انتي بتقولي إيه؟ شكلك اتهبلتي وإلا حد لعب في دماغك" 

ردت معترضة "احترم نفسك وخليك إنسان متحضر أنا عاوزه أتطلق"

فقال "والبنات دي ان شاء الله"

 ردت ببرود "بناتك زي ما هم بناتي"

"يعني"

"يعني يا تخليهم معاك وتآخد بالك منهم يا تجيبهم ليا"

فقال بسرعة "آه، آه، تاخديهم انتي، أنا ما ليش في وجع الدماغ ده"

فقالت "ما أنا مش هآخدهم كده وخلاص"

"مش فاهم" 

"يعني لو هآخدهم يبقي مصاريفهم كامله تكون في إيدي أول كل شهر يا كده يا ابعتهملك"

 رد والغضب يتملكه "والله شكلك اتجننتي، أنا هاسيببك في شقة أبوكي بطولك كده يومين ثلاثه جايز تفوقي" 

وأنهى المكالمة "دي باين اتجننت" 

وسط بكاء الفتاتين الصغيرتين فصرخ فيهما "إيه؟ ما اسمعش نفسكم، هي تروح ترتاح لها يومين وتقرفني أنا، قدامي على الشقة، وإلا تحبي تخليهم عندك يا صفا شويه"

نظرت له صفا متعجبة من رد فعله 

"يعني أنت هتسيبها في بيت أبوها اللي مقفول بقاله ياما لوحدها وما تسألش فيها؟!"

رد بطريقه مستفزة "جري إيه يا صفا هو أنا كنت قلتلها تروح بيت أبوها"

قالت صفا للفتيات 

"روما وجوجو ادخلوا جوه يا حبايبي دلوقت اتفرجوا على التلفزيون عشان عاوزه بابا في كلمتين"

قالت رحمة "ربنا يخليكِ يا ماما صفا خلي بابا يروح يجيب ماما من بيت جدو هنقعد من غيرها ازاي؟" 

وقالت جنة " هننام ازاي وهي مش في البيت؟"

فاحتضنت صفا الفتاتين "طب بس ادخلوا دلوقت"

ووجهت الكلام لياسر 

"إيه يا ياسر أنت بالك مش مشغول نهائي حتى هي سابت البيت ومشت ليه؟"

بمنتهى اللا مبالاة رد "وأنا أشغل بالي بتاع إيه؟ هو أنا مشيتها؟ ده أنا حتى ماليش دعوه بيها"

فعقدت ذراعيها أمام صدرها "ما جايز اللي ما ليش دعوه بيها ده هو اللي مزعلها، حرام عليك مها أغلب من الغلب"

في هذه اللحظات كان سامر قد وصل من المحكمة، عاد ليجد صفا واقفة أمام الباب يبدو عليها الضيق وياسر يقف أمامها بلا مبالاة

ليقول سامر "إيه في ايه مالكم؟ إيه يا ياسر إنت مزعل صفا ليه؟"

 فرد "وأنا مالي ومالها دي كمان"

قال سامر مستهجنًا طريقته "ايه دي كمان دي؟ ما تتلم وتتكلم كويس" 

اعتذر ياسر قائلًا "يا عم مش قصدي"

نظر سامر لصفا" إيه يا حبيبتي فيه ايه؟ الواد ده عمل إيه؟"

"مها سابت البيت"

"ايه؟!"

"وراحت شقه باباها وقالت مش راجعه وعاوزه تتطلق"

"لا إله إلا الله " ونظر لياسر 

"آدي أخرة القرف بتاعك واستهتارك، وفين البنات يا صفا؟"

"جوه وموتين نفسهم عياط"

"طب خدي الحاجات دي يا صفا دخليها وانت قدامي"

 رد ياسر "قدامك على فين؟"

"هنروح نجيب مراتك"

"أنا مش رايح جايب حد"

ليعلو صوت سامر "انت البعيد معدوم الدم والاحساس، هتسيب مراتك الست العاقله الكُمل اللي مستحمله بلاويك وعمايلك عشان خاطر بناتها وبيتها في شقة أبوها المقفوله من يوم ما مات لوحدها" 

 رد محركًا كتفيه "أنا ما قلتلهاش تمشي"

 فقال سامر غاضبًا "أنا قرفت منك يا أخي ومن عمايلك، بذمتك إنت راجع البيت الساعه كام؟"

رد ياسر بكل برود "سبعه الصبح، هارجع الساعه كام يعني؟!" 

 فدفعه سامر في كتفه "آه ما هي لوكانده أبوك هيا للنوم وبس"

رد ياسر معترضًا "ايه يا سامر انت ما بتصدق تتفتح فيا؟!"

انفعل سامر "عشان انت بني آدم عديم المسؤوليه والاحساس تقدر تقولي لما تسيبها في بيت أبوها مين هياخد باله من البنات دي؟"

 فأشار ياسر لصفا "صفا اهيه وراها إيه يعني؟"

 فقال سامر "آه صفا، لا معلش بقي أنا ومراتي مش متعودين على وجود حد معانا في شقتنا بنحب الهدوء، بناتك عندك أنت حر فيهم ونادى على الفتيات 

"رورو، جوجو تعالوا"

ما ان رأت الفتيات عمهم حتى ارتمين عليه واحتضنهم حضنًا قويًا 

"حبايب قلبي وحشتوني" 

"وأنت كمان بابا سامر" 

"اطلعوا يا بنات مع بابا على شقتكم يالا"

 ردت رحمة "بس إحنا عاوزين نقعد معاك ومع ماما صفا"

رد سامر وهو يقبلها "معلش ما هو بابا كمان لازم يعرف قيمه ماما ويعرف هي كانت شايله عنه إيه، يالا اطلعوا معاه"

ليصعدوا السلم وياسر يقول 

"بلا نيله، كانت شايله إيه يعني؟ دي ما لهاش لازمه، إيه فاكره هتكسرني؟ لا بعينها ده أنا ياسر ياسين ولا يهمني"

وقال موجهها لكلامه للفتاتين" بطلوا زن انتي وهي بدل ما أطلع روحكم أنا مش ناقص صداع"

وما أن سمعت صفا صوت غلق باب الشقة حتى قالت ممسكة بذراع سامر

"إيه يا سامر، سيبته ياخد البنات ليه؟" 

"سيبه عشان يتربي ويعرف إن الله حق"

قالت بخوف "ليضربهم يا سامر"

 رد بثقة "يضرب مين؟ طب خليه يمد إيده على واحده منهم كده، كنت جبت خبره البنات دول بناتنا قبل ما يكونوا بناته، البسي بسرعه"

 "هنروح فين؟" 

"لمها ما هو مش هنسيبها هناك كده، وإحنا مش عارفين كلت وإلا شربت وإلا عندها حاجه في ثلاجتها وإلا إيه"

  "صح ثواني" 

واشتريا طعامًا للغذاء في طريقهما 

.....

مها كانت تجلس حزينة وتبكي فهذه أول مرة تبتعد عن بناتها ليرن جرس الباب 

حدثت نفسها "معقول يكون ياسر جاب البنات، يا رب يكون جابهم، أنا غلطانه إني ما اخدتهمش"

لتفتح الباب ليطالعها وجه سامر ومعه صفا "اتفضلوا " ونظرت على السلم

فقال سامر "ما جوش، البنات ماجوش، تعالى اقعدي، ممكن أعرف بقي إيه اللي حصل؟"

قالت بيأس "تعبت يا سامر تعبت" وانفجرت في البكاء 

"انت عارف إني ما يوم ما اتجوزته وهو معيشني عيشه ما لهاش اسم، مش عيشه أصلًا، أنا عنده في البيت زي أي كرسي مرمي ما لوش عوزه إلا لما يبقى يفتكره، يا سامر ده حتي صباح الخير ما بيقولهاش، بص هم كام كلمه اللي ما بينا، جعان ... مش هتفطريني .... شاي .... قهوه.... إحنا مش هنتغدي وإلا إيه ..... مافيش ساندوتش كده، ده كل اللي بيقوله يا سامر، وساعات كمان ما بيقولش عاوزني أنفذ من غير ما يقول 

يقولي (هو أنا لازم أطلب، افهمي لوحدك فطرت يبقي ورا الفطار شاي، ورا الشاي نسكافيه، ورا النسكافيه قهوه، تراعيني بقى، خلي عندك احساس مش لازم اتكلم و أقولك اعمليلي كذا)

غير إنه ما بيشاركش في أي مسؤولية في البيت، كل حاجه أنا اللي باعملها، ويا ريته بيديني فلوس بالذوق إلا لازم يطلع روحي ليه؟ وعشان إيه؟ وبكام؟ ويحاسبني بالمليم، في حين إن سجايره المالبورو ومزاجه في الزفت اللي بيشربه ما بيتقطعش، والا لما آجي أجيب هدوم للبنات، يا ربي على عمايله إن قلت له عاوزه ثلاث آلاف يرسوا على ألف ونص واتصرفي بقى هاتي أي حاجه مشوا نفسكم، وأنا فين وفين لما يعبرني ويجيبلي أي حاجه ما صفا عارفه ده ثلاث اربع الهدوم اللي في دولابي صفا هي اللي مديهالي، ده حتى البنات يسيبني أروح أوصلهم بتكتك والعربيه مركونه تحت البيت، تعبت يا سامر تعبت، غير حجات تانيه ما ينفعش تتقال، وآخرة المتمه عاوزني أجيب له سجاير وأنا راجعه من توصيل البنات"   

وارتمت في حضن صفا تبكي، لم يكن ليتحمل مرآها تبكي هكذا فقال 

"اهدي بقى طيب، وبطلي عياط، إحنا هنسيبه يتمرمط بالبنات يومين، يومين إيه ده مش هيتحمل يوم، وبعدين ترجعي اعتبري نفسك أرمله يا ستي عيشي لبناتك واللي ينقصك أنا كفيل بيه، اتفقنا، يالا بقى أنا جيت من المحكمه على هنا وعاوز اتغدي واقع يا ناس" 

قالت مها "حاضر هاقوم اعمل لكم سندوتشات، ما أنا لسه ما اشترتش حاجه" 

فنظر لصفا "مش قولتلك، إحنا جايبين الغدا أهو، عارفك بتحبي الكباب والكفته ومش هتقولي عليهم لاء" 

وبعد الغداء 

قال سامر "أنا هانزل بقى عشان أروح أنام شويه قبل ما أنزل المكتب بالليل وصفا هتبات معاكي هنا، ما هو ما ينفعش تفضلي لوحدك، المكان برضه مقطوع"

قالت مها "لا ما تشغلوش بالكم بيا"

فأقسم "والله ما يحصل صفا معاكي"

فقالت مها "طب ما دام صفا معايا ادخل ريح جوه في اوضتي أنا منضفاها، بدل ما تروح البيت الشقه هنا أقرب للمكتب"

فقالت صفا "صح يا سامر ريح هنا شويه"

ودخلت مها للغرفة الأخرى وأحضرت جلبابًا من ملابس والدها 

وأعطته لسامر "وخد دي غير هدومك عشان تنام مرتاح"

"ماشي" 

ودخل لينام وظلت صفا ومها سويًا تتحدثان 

لم يستطع النوم فخرج لهما كانتا في الغرفة المجاورة كان سيدخل لكنه سمعها تبكي وتقول

"والله يا صفا مش عارفه أقولك إيه ده انا لو قعدت اشتكي مش هنبطل كلام للصبح، طب عارفه فيه كلام ما ينفعش أقوله قدام سامر، انتي عارفه ياسر ما قربليش بقاله قد إيه؟" 

قالت صفا مخمنة "شهر" 

فردت مها "شهر إيه!" وضحكت ضحكة ممزوجة بدموع قهرها "أربع شهور يا صفا"

ضربت صفا على صدرها "يا نهاري أربع شهور وصابره وساكته، ما حاولتيش تغريه تعملي أي حاجه تحركه"

ردت بيأس "أغريه أنا طلبتها يا صفا، عارفه ازاي؟ رحت جمبه وطلبتها منه عارفه عمل إيه؟ كان ساعتها نايم على ظهره رحت جمبه العب في شعره شال إيدي من على شعره وقالي عاوز أنام، بوسته في خده قلت له واحشني يا ياسر، قالي طيب؟ 

شاطت صفا وقالت "آه يا بارد!"

فأكملت "قلت له واحشني يا ياسر، قالي أعمل إيه يعني طيب؟ قلت له عاوزاك يا ياسر، اداني ظهره يا صفا وقالي أنا تعبان وعاوز أنام، عارفه يا صفا حسيت بإيه؟ كنت حاسه إني مكسوره مش عارفه الكسره منين من قلبي والا روحي والا جسمي والا كرامتي، ياسر محسسني إني مش ست أصلًا، مع إني زي ما انتي شايفه مش هاقول قمر بس مش وحشه، معاه حاسه إني سراب يا صفا، سراب مش موجوده،

ولا مره لبست حاجه حلوه وقالي حلوه عليكي، ولا مره خد باله من شعري لما أصبغه ليه، بلاش دي ولا مره ضبطت وشي كده ولاحظ حتى، فاكره يا صفا لما قصيت شعري مره واحده لما كان واصل نص ظهري وقمت قصاه كاريه" 

ردت صفا "آه فاكره ويومها أنا قلت لك انتي اتجننتي" 

فاستطردت مها "والله يا صفا ولا خد باله أصلًا ولما سألته القصه الجديده دي أحلى وإلا شعري الطويل عارفه قالي إيه؟"

"إيه؟"

"قالي هو انتي شعرك كان طويل أصلًا؟!"

فتحت صفا عينيها على اتساعهما 

"يخربيتك يا ياسر، كان طويل! ده كان واصل لنص ظهرها يا منيل، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ياسر يا ابن دولت" 

 أكملت مها "طب تحبي أقولك ايه تاني، طب أفهم إيه أنا لما يكون ما بيقربليش وفي نفس الوقت ألاقيه بيتفرج على أفلام زفت وهباب قوليلي انتي" 

وضعت صفا يديها في خصرها "نعم يا اختي بيتفرج على أفلام، طب ما ينفذ هو فرجه بس، ما انتي قدامه أهو"

 فقالت مها "قلت ماشي شفت هم بيلبسوا إيه، ومن الفلوس بتاعتي اللي بابا سايبهالي جبت طقم حلو كده من بتوع الحاجات دي ولبسته"

فرحت صفا وقالت "أوبا بقي"

ردت مها "أوبا إيه اتنيلي، قالي بكل برود إيه اللي انتي مهبباه ده، أبوكي غلطان إنه ساب لك فلوس أصلًا، هاتي حاجه تنفعك بدل اللي انتي عاملاه في نفسك ده وسابني ونام يا صفا سابني ونام"

قامت صفا ورفعت يديها للسماء "يجيلك ويحط عليك يا ابن دولت دعوة وليه مقهوره لصحبتها"

واحتضنت مها "يا حبيبتي يا مها طب كنتي احكيلي فضفضي بدل كتمتك دي" 

فقالت مها باكية "احكي إيه وإلا إيه بس يا صفا، أنا مستحمله عشان البنتين، اللي ولا كأنهم بناته لا اهتمام ولا سؤال ولا أي حاجه منه ليهم، هو عاوز يسهر ويتسرمح ويشرب الزفت ده وخلاص وأنا ساكته، عشان ما ليش حد، ولا ليا شغلانه والقرشين اللي بابا سايبهم دول مش هيكفوني مصاريف البنات" 

وضعت صفا يديها على خصرها اعتراضًا "ليه إن شاء الله هو ملزم يصرف على بناته"

فقالت مها "بلا نيله هيديني كام يعني، والمحكمه هتحكم بكام، وهو ما فيش أي حاجه تثبت الدخل ما فيش غير المحل باسمه، وانتي عارفه الأرض باسم سامر عشان الحاج ياسين كان عارف إنه لو كتبهاله هيبيعها، وأهو سامر كتر خيره هو اللي واخد باله منها والتاني بيقبض على الجاهز" 

سمع سامر كل الكلام وعاد لغرفته ليحدث نفسه

"أنا عارف إنه واطي وحيوان، بس مش للدرجه دي، ده انتي جبل يا مها كل يوم بتكبري في نظري أكتر ربنا يقدرني ونعدل الواد ده"

غادرهما سامر للمكتب

أما عند ياسر دخل الشقة وبأعلى صوته 

"زن وعياط مش عاوز أنا مصدع"

قالت جنة "طب إحنا جعانين" 

رد بزهق "إيه مش عارفه تعملي ساندويتش" 

فردت رحمة "ما فيش حاجه هنا الجبنه والمربي والبيض خلصوا وماما كانت لسه هتجيب"

قال متبرمًا " يا حلاوه ادي اللي خدته من الجواز، ربنا يسامحك يا حاج ياسين، ربنا يسامحك أنا كان مالي ومال الشبكه السوده دي، لا وكمان اخلف ومش بلوه لا بلوتين، خدي فلوس يا رحمه هانم وانزلوا هاتوا حاجات"

قالت جنة بتعجب "ننزل فين يا بابا؟! السوبر ماركت بعيد"

قال متضايقًا "يوووه خدو تكتك"

قالت رحمة متعجبة "تكتك لوحدنا!"

فرد بضيق "أومال هتجيبوا البلد تركب معاكم اخلصوا وهاتولي سجاير وبن عشان مافيش بن"

اخذت الفتاتان تنظران لبعضهما

"وخدي مفتاح الشقه معاكم عشان ما ترنوش الجرس وتصدعوني، يالا اخلصوا"

نزلت الفتاتان للشارع 

وقالت جنة " إحنا هنعمل إيه يا رورو؟ ما ينفعش نركب التك تك لوحدنا، وادينا خبطنا على بابا سامر وماما صفا وما حدش في الشقه"

قالت رحمة 

"يا جوجو إحنا لا راحين ولا جايين، تعالي كده" وأمسكت يد جنة وتوجهتا لكشك عم حسن الخاص بالسجائر 

الذي ما أن رآهما حتى قال "إيه يا بنات نازلين لوحدكم ليه؟"

فقالت جنة "ممكن يا عمو حسن نتكلم في التليفون" 

ضحك حسن "وهتكلموا مين بقي يا قمرات؟"

فردت رحمة "هنكلم عمو سامر، أصل بابا تعبان شويه وماما خرجت"

رد حسن بسرعة "لا ألف سلامه عليه اطلع معاكم أشوفه" 

تداركت رحمة الأمر "لا هو قالنا هاتوا عمكم، أصل رصيده خلص"

فتساءل حسن "طب انتي عارفه النمره يا رحمه؟"

ردت "ايوه يا عمو"

واتصلت بسامر

"أيوه مين معايا؟" 

"أنا حسن بتاع الكشك يا سامر باشا"

"خير يا حسن؟"

"خير بس القمرات قدامي أهم وبيقولوا الأستاذ ياسر تعبان" 

"طب قولهم يطلعوا يا حسن وأنا جاي أهو"

فقال حسن للفتاتين "عمو سامر بيقولكم اطلعوا يا بنات وهو جاي أهو، واقفلوا باب البيت كويس"

دخلت الفتاتين وأغلقتا البوابه 

وقالت جنة "ها يا رورو هنطلع الشقه؟"

ردت رحمة "انتي هبله يا جوجو، عاوزه بابا يضربنا، لا هنستني بابا سامر هنا" 

بعد قليل دخل سامر من بوابه المنزل ليجد الفتاتين أمامه  

"إيه اللي موقفكم هنا؟"

فردتا سويا " لو طلعنا بابا هيضربنا" 

"يضربكم ليه مش هو اللي قالكم تتصلوا؟!"

فقالت جنة "بابا سامر سامحنا إحنا كدبنا"

تساءل مستغربًا "كدبتوا في إيه يا جوجو؟"

وحكت له الفتاتين عما حصل 

فتساءل "يعني إنتو لسه لغايه دلوقتي ما كلتوش؟"

فردتا عليه "أيوه يا بابا سامر"

تضايق سامر قائلًا "ماشي يا ياسر، حسابك تقل قوي، طب تعالوا"

وأخذهما شقته لإبدال ملابس المنزل بأخرى مناسبة للخروج فهما لديهما ملابس في شقته خاصة بهما وأخذ الفتاتان متوجهًا للمطعم المفضل لديهما وتناولتا الطعام واشترى لهما آيس كريم وعاد بهما للمنزل.

فتح الشقة ليسمع صوت ياسر

"انتو جيتوا؟ كل ده بتشتروا يا هوانم! ده أنا قلت خطفوكم وارتحت"

ليجد سامر في وجهه

قال سامر للفتيات "ادخلوا حبايبي هاتوا شنطكم وكتبكم وانزلوا تحت خلصوا اللي وراكم، هتعرفي تفتحي باب الشقه يا رورو"

"أيوه يا بابا سامر" 

ونزلت الفتاتان ما أن خرجتا من الباب حتى انهال سامر بالضرب على ياسر

"إنت إيه حيوان ما بتحسش! إنت مش بني آدم! بنتين زي الورد مش عارف تحافظ عليهم، عاوزهم ينزلوا يركبوا لوحديهم تكتك وإحنا في حته مقطوعه عشان يشترولك سجاير وإنت قاعد سلطان زمانك" 

دافع ياسر عن نفسه 

"ما كنت مصدع ما ينزلوا يجيبوا"

"ولما اتاخرو ما فكرتش تدور عليهم"

"يا جدع يروحوا في داهيه أهو ارتاح"

فأكمل سامر ضربه "مش قلت إنت حيوان، حيوان إيه؟ الحيوان عنده حنيه عنك" 

وتركه ونزل 

.......

بدل ياسر ملابسه ونزل ليسهر مع أصدقاء السوء ما أن دخل البار "فين الجرسون؟ الحقني يا ابني أنا جعان" 

وتناول الطعام وحكى لهم ما حدث

فقال أحدهم "يعني إنت لوحدك برنس في الشقه؟"

فرد ياسر "آه يا جدع، روقان" 

فقال صديقه "خلاص نسهر عندك"

فغص المشروب في حلقه "تسهروا عند مين؟ ده لو سامر شم خبر يطلب لنا البوليس"

وانفجروا في الضحك 

أعطاه أحد رفاقه كيسًا صغيرًا

فتساءل "إيه ده؟"

فأجابه "ده بقي التوب، سيبك بقي من الحشيش، ده اللي هيخليك سلطان زمانك"

قال ياسر "إيه ده يا جدع بودره، لا يا عم ما ليش في الهيروين" 

رد صاحبه "هيروين إيه هو إنت تقدر على تمنه، ده تقليد كده اسمه ميكس الحبايب الليل وآخره، خلطه كده ترفعك السما، بس إيه بحساب يعني هو نص سطر بالكتير كل أربع ساعات مش أكتر يا أبو الأساسير"

"تمام" 

"وبكام ده؟"

"لا يا معلم ده هديه، جربه بس وبعدين نتكلم في السعر" 

"خلاص أنا أروح بقي" 

ذهب ياسر لشقته وبدل ملابسه وسطر المادة المخدرة وعندما أحس براحة بعد استنشاقها نسى ما قاله صديقه وقام باستنشاق سطرين آخرين، وبدأ رحلة الأحلام، أحلام ورديه متداخلة، راحة غريبة، جسده كله يرتخي، هدوء عجيب يسيطر عليه بدأ نفسه يتلاشى يحس بنبضات قلبه تتباطأ، لم يعد قادرًا على التنفس وانتهت،

انتهت رحلة الأحلام.

في الصباح.... 

دخل سامر الشقة فالمفتاح الذي أعطاه ياسر للفتيات ما زال معه 

"إنت يا زفت اصحي عشان تودي البنات المدرسة" 

ودخل الغرفة ليجد ياسر ملقى على الأرض وتلك المادة على الطاولة 

"ياسر اصحي، إيه الهباب اللي على الطرابيزه ده؟ إنت بتاخد بودره كمان، يخربيتك ويخربيت سنينك، لا إنت كده لازم تروح مصحه، وإلا وربنا لأبلغ عنك بنفسي ياسر اصحي يا زفت"

ليجد أنه بارد ولا يتنفس 

"ياسر، ياسر"

جلس بجواره مصدومًا ثم أبلغ الشرطة متصلًا بصديقه الضابط كريم

"كريم، ياسر مات"

....... 

"لا شكلها جرعه زياده"

........ 

"هاروح فين يا كريم أنا في الشقه أهو"

ثم هاتف صفا

 "أيوه يا صفا، اجمدي كده وخليكي جدعه وهاتي مها وتعالوا حالًا"

........

"لما تيجي هتعرفي مش قايل حاجه اديني مها"

.......

"مها انتي بتسمعي كلامي صح، تلبسي وتجيبي حاجتك وتيجي حالًا ولما تيجي هتعرفي" 

نزل سامر للفتيات 

"حبايبي ما فيش مدرسه النهارده" 

"ليه يا بابا سامر؟" 

"معلش تعالوا "واحتضنهما والدموع في عينيه 

"انتو بناتي حبايبي وعارفين إن ربنا بيختار ناس بنحبهم وياخدهم عنده"

"آه بيموتوا" قالتها رحمة

"أيوه صح يا بنوتي الحلوه، ربنا اختار بابا يروح له"

صممتت الفتاتان ثم قالت جنة "يعني مش هنشوف بابا تاني؟" 

 فرد "آه يا حبيبتي" 

قالت رحمة "خالص خالص صح؟"

"آه يا رحمه خلاص بابا راح عند ربنا" 

فابتسمت الفتاتان واحتضنتا سامر

فهما لم تكونا تشعران أبدًا أن ياسر أب لهما لقد أنهى ياسر بيديه أية مشاعر قد تُكِناها له وصلت الشرطة فالقسم قريب من المنزل وصعد كريم لمعاينه الشقة. 

وصلت مها وصفا ليجدا الشرطة أمام المنزل وكذلك سيارة الاسعاف ويدخلون فيها حمالة عليها كيس أسود، هرولتا للمنزل 

"فيه ايه؟ مين ده؟"

ليطالعهما كريم "ده ياسر يا مدام مها، البقيه في حياتك"

صمتت مها لم تنطق بكلمة واحدة، صرخت صفا واحتضنت مها وصعدتا للأعلى، قابلهما سامر 

"اجمدي يا صفا، البقيه في حياتك يا مها البنات جوه أنا رايح أخلص الاجراءات، مها ممنوع تطلعي الشقه ده مسرح جريمه"

أخرجتها الكلمة من صمتها 

"جريمة إيه؟"

فخفض رأسه "ياسر مات بجرعة مخدرات زياده"

فعادت لصمتها واحتضنت فتاتيها ودخلت للداخل 

أنهى سامر الاجراءات وتم التشريح وصدر إذن دفن الجثة 

وانتهى العزاء لم تترك صفا مها كانت بجوارها.

 

أنت سكني

 الفصل الثاني والختام

  مرت الأيام  

اقتربت عدة مها من الانتهاء 

وكل يوم يمر يزداد سامر وصفا ضيقًا فهما يخشيان أن تتزوج مها وتحرمهما من رحمة وجنة 

قالت صفا "وبعدين يا سامر؟! مها لسه صغيره وألف مين يتمناها دي كفايه بس البصه في عنيها، هتسيبنا وتاخد البنات ونتحرم منهم، لازم تتصرف"

قال بضيق "اتصرف إزاي بس؟ إنتي عارفه هي اتظلمت مع ياسر عاوزاني أعمل إيه أقولها ما تتجوزيش والعريس اللي جاي لها ما يترفضش"

قالت "عريس عريس إيه؟"

فقال "كريم طلبها مني، ومستني العده تخلص عشان يفاتحها"

قالت صفا "لا، كريم لا، ده شديد وقلبه جامد"

ثم صمتت قليلًا وقالت "الوحيد اللي هيحط البنات في عنيه ويحافظ عليهم وهم كمان بيموتوا فيه هو إنت"

فقال بعد فهم " قصدك إيه مش فاهم؟"

فقالت "لا فاهم وأنا سمعت أم حسن وهي بتقولك وإنت زعقت لها"

"زعقت لها عشان هي ست مجنونه"

"لا مش مجنونه"

فقال بهدوء "صفا إنت فهمتي اللي سمعتيه؟!"

"آه فهمته يا سامر"

قال بهدوء حذر "يعني إنتي عاوزاني أتجوز مها؟"

"آه عشان البنات ما يسيبوناش، أنا روحي فيهم"

فقال ضاربًا كفًا بكف "والله شكلك اتجننتي"

فقالت "لا ما اتجننتش، من يوم ما العقربه اللي اسمها أم حسن دي جت وبخت سمها في ودان مها إنه ما يصحش تنزل لنا وإنها خلاص وحدانيه وما ينفعش تشوفك ولا تقعد معاك، ومها بطلت تنزل هنا حابسه نفسها في شقتها والبنات متشحططين بيني وبينها ومش عاوزين يسيبوها ولا يسيبوني وأنا سمعتها وهي بتقولهم ما ينزلوش، يبقي ده الحل الوحيد، وبعدين ده هيبقي جواز صوري عشان الناس بس"

واستمرت صفا في محاولاتها لإقناع سامر وكذلك مها، إلى أن اقتنع واتفق مع مها على أن يكون الزواج صوريًا فقط، وتم عقد قرانهما. 

أصبحت الحياة أسهل بالنسبة لسامر وصفا والفتاتين لكنها لم تصبح أسهل بالنسبة لمها، ظلمت بزواجها من عديم المشاعر ياسر وظلمت بزواجها من متقد المشاعر سامر، لكن تلك المشاعر المتقدة لم تكن متقدة لها كانت ترى المشاعر المتبادلة ما بين سامر وصفا، وتتحسر على نفسها تتصنع السعادة أمام الجميع، وبينها وبين نفسها لم تكن تشعر سوى بالمرارة، إنها تحب صفا ولكن تتمنى أن تحظى بزوج يعاملها كسامر. 

بدأت تنعزل في شقتها وتترك لهما الفتاتين وتتحجج بأي حجه كي لا تنزل، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي زارهم فيه الشيخ عبد المجيد شيخ الجامع في القرية التي ينحدر منها سامر وجلس وتحدث مع سامر 

"أنا مبسوط إنك خدت بنات أخوك ومراته تحت جناحك أهو تعوضهم"

"آه والله يا شيخنا البنات أنا وصفا بنموت فيهم وما نقدرش نعيش من غيرهم"

 "وانت بقى عادل ما بين حريمك بتبات يوم هنا ويوم هنا والا ممشيها ازاي؟"

"انت عارف أنا ما اقدرش أخبي عنك يا شيخنا، الجواز ده صوري"

 "صوري إزاي مش فاهم؟"

"عشان الناس يعني بس"

"عشان الناس! طب وربنا هترضيه ازاي؟"

"وأنا غضبت ربنا في إيه يا شيخ؟"

"يا راجل يا محترم، مش عارف غضبت ربنا في إيه؟ البنيه اللي على اسمك دي بالكدب وبس، إيه ما لهاش حقوق، تنبسط إنت ومراتك وهي تنام بالليل لوحدها والاسم متجوزه"

"بس يا شيخنا أنا مش مقصر في حاجه لا ليها ولا للبنات وهي راضيه"

"لا مقصر وهي مين يعفها والمفروض إنها متجوزاك حتى لو هي راضيه دي تعرفها إزاي دي ما جايز ساكته محرجه"

ونادى على صفا ومها

"الجوازه دي يا تبقي شرعي بما يرضي الله ورسوله يا تسيبوا بعض بالمعروف"

فقالت صفا "يعني إيه يا شيخنا؟"

"يعني الزواج يتم شرعي يا صفا ويبقى جوزها وهي مراته اللي حاصل ده ما يرضيش ربنا"

تدخلت مها "لا يبقى سامر يطلقني، وأنا هاخد بناتي وهنمشي من هنا منعًا لأي كلام ولاقلنا وقالوا"

صرخت صفا "لا البنات ما يمشوش"

 "ما ينفعش يا صفا ما ينفعش، أنا ماشيه، ابعتلي ورقتي يا سامر"

أمسكت صفا بملابس مها "لا يا مها أنا روحي في البنات ما أقدرش على بعادهم"

فردت مها "وروحك كمان في سامر ما ينفعش اللي الشيخ ىبيقولوه مش هينفع، لازم أمشي"

لتمسك صفا بقلبها وتصرخ ثم تقع 

هرول سامر ناحيتها "صفا، صفا"

أمسك يدها فوقعت منه، لتصرخ مها "لا، اصحي يا صفا، ما ليش غيرك، يا رب، لا يا رب، اصحي يا صفا هاسيبلك البنات يوم عندي ويوم عندك، قومي يا صفا، ما تسبينيش يا صفا، ده إنتي أختي اللي ما خلفنتهاش أمي"

وأخذت تقبلها وتهز فيها ليبعدها عنها الشيخ

"خلاص يا بنتي، راحت للي خلقها"

فضربته مها "أنت السبب، انت السبب، إنت مالك؟ كنا عايشيين مرتاحين، حرام عليك حرام عليك"

 وأخذت تصرخ حتى انهارت وسقطت ونقلت للمشفى 

دفن سامر صفا وظل يتابع مها بالمشفى ويعتني بالفتاتين 

بعد فترة بدأت مها تخرج من اكتئابها وتعود للعناية بابنتيها كانت في شقتها وسامر في شقته كانت تعد الطعام وتنزله له في شقته وعندما يذهب للعمل تنزل لترتب الشقة وتغسل الملابس. 

 إلى أن نزلت في يوم لتضع له الطعام فسمعت صوت أنات آتيه من غرفة النوم فدخلت لتجده على السرير في وضع الجنين فلمست جبينه لتجده يتقد نارًا 

طلبت الطبيب وكتب له الدواء وقامت بعمل الكمادات وظلت معه هي والفتاتين في الشقة لتعتني به، كانت حرارته مرتفعة للغاية أعطته الحقنة وركبت المحلول وبه الخافض وقامت أيضًا بعمل الكمادات كانت بجواره على السرير إلى أن غفت. 

كان سامر كلما فتح عينيه يراها بجواره على السرير كان يظن نفسه يهذي، 

إلى أن انخفضت الحرارة فاستيقظ ليجدها نائمة بجواره كالملاك بشعرها الأسود الطويل الذي تحرر من تلك الربطة وجدها تتململ فتصنع النوم 

فتحت مها عينياها البنيتين الساحرتين فهما أجمل ما فيها 

ووضعت يديها على جبينه قائلة "الحمد لله أخيرًا يا رب" 

ونهضت من على السرير واتجهت للمطبخ جهزت الإفطار وأيقظت الفتاتين وأوصلتهما للمدرسة، ثم عادت لتوقظه برفق نادت عليه لم يستجب خشيت أن تكون عاودته الحرارة فوضعت يدها على جبينه فوجدته طبيعيًا، نادت مرة أخرى ويديها تهزه برفق 

"سامر اصحى"

فتح عينيه، هذه أول مره ترى عيناه من هذا القرب إنهما عينان ساحرتان قالت في نفسها (حقك يا صفا الله يرحمك كنتي تدوبي فيه)

"صباح الخير" قالها سامر

ردت بخجل "صباح النور، الحمد لله أنت بقيت كويس، دي نزله حاده من أكلك بره"

فقال لها وهو يعتدل على السرير "ابطل آكل بره ازاي، أنا ما باعرفش آكل لوحدي، مش هاكل هنا بطولي زي أبوقردان"

قالت وهي خارجة من الغرفة "خلاص هانزل البنات ياكلوا معاك" ثم عادت بعد قليل وهي تحمل صينية 

فرد " مش عاوز البنات بس"

جلست بجواره فقال "انتي مراتي يا مها وعاوزك انتي وبناتي جمبي وحواليا على طول، أومال إحنا اتجوزنا ليه؟"

قالت بأسى "يا ريتنا ما اتجوزنا، كان زمان صفا معانا ماليه البيت بضحكتها"

 ودمعت عينياها

"ده قضاء ربنا يا مها، إيه هتكفري؟"

"لا، بس لولا اللي حصل"

قال بحزم "ما فيهاش لولا صفا كان قلبها ضعيف وإنتي عارفه كده وعشان كده ما كانش ينفع نخلف وأنا كنت باقي عليها وشاريها والشد والجذب اللي حصل يومها وخوفها إن البنات يسيبوها كان صعب على قلبها خصوصًا إن اللي اكتشفته إنها كانت بتضحك عليا وتقولي أخدت الدوا وهي ما أخدتوش، أنا لقيت شرايط الدوا كامله مع إن المفروض تكون خلصانه، كانت مخبياهم في دولابها، مع إني كنت بأكد عليها كل يوم تاخد الدوا والفيتامينات"

تساءلت "ما كانتش بتاخده ليه؟"

"في الفتره الاخيره بقى بيضايقها ما أعرفش ليه؟ والدكتور قال ما ينفعش نغيره، يعني موتها مش ذمب حد"

"خلاص افطر بقى عشان تاخد الدوا"

أنهى إفطاره فقامت وأولته ظهرها 

"بتعملي إيه؟"

"باجهز الحقنه"

"أنا ما باحبش الحقن"

ضحكت "آه هنبدأ بقى في شغل العيال، أنا ما باحبش الدلع في الحقن خلاص، الدوا دوا"

"طيب ما تتنرفزيش بس وتقلبي وشك، مش لايق عليكي الزعل، العيون الحلوه دي ما يلقش عليها غير الضحكه"

احمرت وجنتاها هذه أول مرة يتغزل في عينيها

" اقلع"

نظر لها باستغراب "اقلع إيه؟"

قالت بهدوء "البنطلون عشان الحقنه"

قال معترضًا ممسكًا سرواله "لا كله إلا كده"

قالت وهي تكتم ضحكتها "بلاش دلع ما أنا اديتهالك إمبارح وإنت نايم، وبعدين إنت مش لسه قايل أنا مراتك"

"آه مراتي بس يعني ...."

جلست بجواره تسايره كطفل صغير 

وجعلته يستدير وأنزلت السروال قليلًا "عشان تخف بقى وتقوم لنا بالسلامة البنات مرعوبين، وأنا أكتر منهم، ما لناش غيرك"

"طيب يالا اديني الحقنه بسرعه"

ضحكت وهي ترفع البنطلون "ما أنت أخدتها خلاص"

قال متعجبًا "لا والله"

قالت وهي تفرد عليه الغطاء "ادفي بقى وريح شويه لغايه ما أخلص اللي ورايا"

أمسك يديها "خليكي جمبي"

سحبت يديها بهدوء "بلاش دلع أنت كويس أهو، اتفرج على التلفزيون عشان أجهز الغدا قبل ميعاد البنات"

كان سعيدًا بوجودها حوله، كانت تواليه بالمشروبات الدافئة أثناء تنظيفها المنزل، حان موعد مجيء البنات ليجدها ارتدت حجابها 

"إيه رايحه فين؟"

"نازله أجيب البنات"

"لا أنا هانزل"

أجلسته مكانه "لا تنزل فين، لما تبقي تمام نشوف الموضوع ده"

نزلت وأحضرت رحمة وجنة 

اللتان ما أن وجدتاه مستيقظًا وبخير حتى ارتميتا في حضنه 

"حبيبي يا بابا سامر، شكرًا يا رب إنه بقى كويس" قالتها جنة 

"كنا خايفين عليك قوي يا بابا سامر لتروح لربنا زي بابا وزي ماما صفا" قالتها رحمة

فقال وهو يضمهما بحنان "الحمد لله ومن النهارده تقولولي بابا بس من غير بابا سامر"

في نفس واحد "حاضر يا بابا"

جاء الليل ونامت رحمة وجنة، دخلت مها غرفته وأعطته دواءه والحقنة 

"يالا بقي تصبح على خير" وتوجهت للباب 

فقال " انتي لسه هتسهري؟"

ردت "لا هاسهر إيه؟ أنا هلكانه وعاوزه أنام هاغير وأنام على طول"

"أومال راحه فين؟ ما الحمام أهو خشي غيري"

"لا هدومي عند البنات ما أنا هانام هناك"

قام من على السرير واقترب منها وقال بهدوء

"هو أنا ابقي لك إيه يا مها؟"

ردت ونظرها في الأرض "جوزي وكل ما ليا في الدنيا"

فرفع عينيها له "يبقى مكانك جمبي، على سريري"

حاولت أن تهرب من عينيه ولكنهما كانتا تقيدانها "بس ...أنا.... "

"من غير بسبسه يا مها، انتي مراتي"

واقترب منها وقلبها يخفق بشدة "مش هتنامي غير في سريري، لازم البنات تتعود تنام لوحدها"

ثم أمسك يديها مقبلًا إياها "عشان أنا ما أعرفش أنام لوحدي، روحي غيري وبكره تنقلي هدومك هنا، الدولاب فاضي حاجه صفا أنا اتبرعت بيها صدقه على روحها"

"حاضر"

"طيب روحي"

ابتسمت "طيب وسع عشان أروح"

فضحك وابتعد عنها 

جرت على غرفة بناتها وهي تشعر بسعادة لم يسبق لها مثيل 

لم تجد ملابس أجمل من ذلك القميص القطني فارتدته وارتدت الرداء عليه ودخلت الغرفة

وصعدت على السرير 

"إيه هتنامي بالروب؟"

"لا هاقلعه أهو"

ليصفر هو قائلًا " اللهم صل على كامل النور"

فخفضت رأسها خجلًا "عليه الصلاة وأزكى السلام"

فوضع يده على كتفها فانتفضت "إيه ما تخافيش، وربنا أنا جوزك، أنا هروح أجيب مياه أجيب لك حاجه؟"

 "خليك وأنا أجيبلك"

أحضر الماء وعصير ودخل وأغلق الباب بالمفتاح 

"مش بكره برضه أجازه البنات؟"

"أيوه"

"يعني هيصحوا إمتى"

"يوم الاجازه ما بيصحوش قبل الظهر"

"طيب الحمد لله"

"ليه" 

"عشان الكل ينام براحته"

ثم سقطا في بحر الحب والرغبة واكتمل زواجهما 

كانت تحس كأنها عروس جديده تعامل برقة وحنو، لم يدعها تنام بعيدًا عن ذراعه   

استيقظا على طرقات الفتيات على الباب 

انتفضت لتجد نفسها بين ذراعيه، انتبها للباب 

لملمت ملابسها ودخلت الحمام مسرعة تلف الملاءة عليها 

ضحك وقال "حاضر يا بنات ثانيه واحده" وارتدى ملابسه وفتح الباب

"ماما فين ما كانتش نايمه معانا راحت فين؟"

قال " ماما في الحمام وتتعودوا بقى انتوا كبرتوا ماما مكانها مع بابا"

كانت قد خرجت من الحمام 

" صباح الخير يا بنات"

"صباح الخير يا ماما، أنتي صحيح هتنامي هنا مع بابا؟"

فأمسك سامر رحمة من أذنها برقة 

"أومال هاكدب عليكي يا مفعوصه"

ثم صفق قائلًا 

"يالا كله يغير هدومه، مش فاضيين، عندنا ملاهي عاوزين نروحها"

لتهتف رحمة وجنة في سرور 

فقالت مها "طب استنوا اجهز فطار وسندوتشات"

"ما فيش تجهيز كله من بره يالا بسرعه"

خرجت الفتاتين وأغلق الباب فنظرت له مبتسمة وهي تبتعد عنه "عاوز إيه؟"

فرفع يديه "برئ يا بيه، عاوز نغير هدومنا، وبالليل بقى هاعوز حاجات كتير"

 قالها وهو يحتضنها مقبلًا رأسها

"ربنا يخليكم ليا يا رب وأعوضكم عن كل يوم وحش عشتوه"

أحاطته بذراعيها بقوة "ربنا ما يحرمنا منك والسعاده دي تدوم"

مرت الأيام في سعادة يذهب سامر لعمله وهي في المنزل تهتم بالفتاتين إلى أن أتى ذلك اليوم

كانا يتناولان طعام الغداء ومها تحس بالغثيان هرولت إلى الحمام 

تبعها هو 

"إيه مالك؟"

"مش عارفه، جايز برد"

ثم فتحت عيناها على اتساعها " النهارده كام في الشهر يا سامر"

" عشرين"

جلست على السرير "معقول يكون ....."

جلس بجوارها "إيه يا موها يكون إيه؟"

قالت بخوف "معقول أكون ...."

"انطقي يا مها"

 "حامل يا سامر، معقول أكون حامل؟"

وقف على الفور ولم يتحدث وخرج 

عاد بعد قليل حاملًا كيسًا صغيرًا 

"خدي اتاكدي، ده اختبار حمل"

دخلت وقامت بعمل الاختبار ووضعاه على الطاولة وجلسا ينتظران إلى أن بدأ خطان ورديان في الظهور 

وضعت يدها على فمها لتمنع نفسها من الصراخ أما هو فصرخ بأعلى صوته "هيييييييييييييه"

واحتضنها يلف بها الغرفة 

دخلت رحمة وجنة بسرعة "فيه إيه يا بابا؟"

"فيه ايه يا ماما؟"

رد وهو يضع مها على السرير

"ماما إن شاء الله هتجيب لكم أخ أو أخت صغيرين تلعبوا بيهم"

فرحت الفتاتين "هيبقي عندنا نونو"

قالت جنة " هينام في حضني"

قالت رحمة "أنا اللي هاكله"

قالت مها "طب اصبروا نتأكد الأول"

فقال سامر "صح يالا بينا"

وذهبوا سويًا للطبيب الذي أكد الحمل 

كانوا في غاية السعادة 

رزقهم الله بولد أسمياه ياسين

كان سامر نعم الزوج لمها ونعم الوالد لرحمة وجنة

ولم يفرق أبدًا بينهما وبين ياسين

شجع مها على أخذ كورسات لغات وأحضر لها من يساعدها بالمنزل،

عملت مها مترجمة للكتب من المنزل لتستطيع العناية بالأولاد، 

وأصبحت من أدق المترجمين للكتب.

سامر لم يقلل أبدًا من شأنها ولم يهمل أنوثتها أبدًا 

وقف ورائها مشجعًا إياها لتحقق ما تطمح إليه،

أحسسها أنها الأنثى الأجمل من بين كل نساء الدنيا.

لم تخلو الحياة طبعًا من بعض الاختلافات أو المناوشات 

لكن ما دام الاحترام والكلمة الطيبة هما السائدان تنزوي الخلافات حتى تتلاشى، 

ولا يبق سوى الكلمة الطيبة والعشرة بالمعروف 

قال تعالي ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21))

تمت بحمد الله

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم565
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328287
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184071
3الكاتبمدونة ياسر سلمي175872
4الكاتبمدونة زينب حمدي168285
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126363
6الكاتبمدونة مني امين115711
7الكاتبمدونة سمير حماد 105261
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96459
9الكاتبمدونة مني العقدة93438
10الكاتبمدونة مها العطار86692

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1086 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع