حلم أم كابوس
بنظراته التي يرسلها ويبترها فجأة .. رأيتُه كالحلم، بهالة الغموض التي تحيطه، تمنيتُ الاقتراب منه؛ فاقتربتُ كفراشة تهوي .
أكان ذاك الاقتراب بإرادتي حقاً؟! كنت أوهم ذاتي .. فما كان اقترابي إلا بدعوته لي، كنت كلما اقتربتُ قَدمًا، تراجع هو ذراعًا، فاقترب ذراعاً .. فيتراجع باعًا .. وهكذا، كنت أهوي .. حتى صرت داخل الحلم، فراشة تدور وتدور حول النور، ترقص رقصة العشق، ترتشفه، حتى انْتَفَضْتُ على تلك اللسعة التي أحرقت أجنحتي، جاهدت لأغادر الحلم .. أنجو من النار، أكان ذلك حلما!
كان عقلي يرفض تماما تصنيف ما حدث كواقع، هو مجرد حلم، يكفيني لأخرج منه أن أتعامل معه وكأن شيئا لم يحدث على الإطلاق، وكأنني لم ألتقه يوماً .. وأن ما حدث بيننا لم يحدث ..
كل يوم يمر كنت أقنع نفسي بذلك .. أو أوهمها، لكن جسدي كان له رأي آخر؛ إذ أعلن عن تلك البذرة، التي نمت في أحشائي.