لقد وافَقْتُ مرغمة .. لم يكن لي أن أختار ما بين أمرين .. فلم يمنحني أي فرصة ..
كان يقف في ذلك الركن يتصنع الانشغال بطفلته التي تحبو .. بينما كنت أنا أقف وسط الغرفة أتلفت بعينيّ نحو تلك الجدران التي شابت معي .. ثم تشققت كثنايا شيخوختي .. وكأنني أودعها .
كنت أَدُورُ في المكان وكأنني أبحث عن شيء ما .. ربما نسيته هنا أو هناك .. كنت أضيع الوقت .. علني أمكث قليلاً بالقرب منه .. فلم يكن لي ما أجمعه سوى بقايا ذكرياتي .. وما تبقى من نفسي، ونَذْرٍ قليل من العمر.
ها أنا أتعكز على بقاياي، مُسْلِمَة أمري لغربة روح وجسد، فَرَدْتُ له ذراعي فمد لي يده مودعًا، امتلأت عيناي بالدموع، ثم غادرت صامتة متمنية ألا يريه الله مثل عقوقه.