رغم أنني أُخفي الحزن جيدًا، إلا أنه يأبى إلا أن يفضحني؛
يطفر من عينيّ على هيئة دموعٍ متحجرة،
تتلألأ في المقلتين دون أن تسيل،
وتشي به ارتعاشة يدي، ورجفة جسدي.
أُخفي الحزنَ كل مرة بإصرارٍ،
لكنه يهزم إرادتي،
ينتفضُ في داخلي رغم كل محاولاتي.
ينهارُ جسدي،
تكبّله الأمراضُ وتنهشه الآلام.
يقول الطبيب، وهو يرمقني بنظرة جادة:
ــ مرضك مناعي... كُفّي عن التفكير.
أتساءل:
_ كيف أكفّ عن التفكير؟
هل هناك دواءٌ يمنع الأفكار،
كما تمنع المسكناتُ الألم؟!
يطوح الطبيب برأسه في يأس:
ــ أنتِ عنيدة، يجب عليكِ أن تستمعي إلى نصائحي...
يكتب وصفته الطبية، أتناولها وأغادر.
أواظب على مواعيد الدواء،
لكنني لا أكفّ عن التفكير.
يخدّر الدواء جسدي،
يُبلّد مشاعري،
ينام رأسي،
ولا تنام الأفكار...
الحزن يختبئ وينزوي،
ينهش ما تبقى مني في هدوءٍ مُر.
أعاود زيارة الطبيب،
وفي كل مرة يقول:
ــ تفاقم الوضع... كُفّي عن التفكير.
لكني...
لا أعرف كيف أفعل ذلك.