مرحبًا أيُّها الفَطِن!
يا سيّدي لستَ بحاجةٍ إلى مُجلّدٍ لتفهمَ طبيعة المرأة ومن ثَمَّ كيفية التعامُل معها.
صدّقني لستَ بحاجةٍ إلى مُجلّدٍ آخر وآخر لمِثلِ هذا الأمر.
أنتَ بحاجةٍ إلى أنْ تَفهمَ ذاتكَ أوّلًا؛ كي تعي ماهية فَهمكَ لشريكة إنسانيّك.
إنْ كُنتَ بحاجةٍ إلى مُجلّدٍ للفَهم فالعيب فيكَ أنت، أنصت إليَّ فأنا أصدُقكَ القول، ويكأنَّكَ ولدي الذي لم تحملهُ بطني!
يا ولدي، إنْ فَهِمتَ ذاتكَ فهمتَ المرأة حقّ الفَهم.
لِمَ لا ومخلوقةٌ هي من أيسرِ أضلُعك، خُلِقت من أكثرِ الأماكن قُربًا إلى قلبك؛ ليحتويها قلبك، ولتحنو عليها نفسك، ولتأنس بها رّوحك.
يا ولدي، خائفةٌ هي بداعٍ وبدون، قاسيةٌ هي الحياة عليها، حياة غريبة بالنسبةِ لها، تظلّ تبحث عن ما فقدتهُ أو ما تظنّ فقدانه.. عن الأمان.
والأمان يا ولدي بالنسبةِ لها مقرونًا بوجودك، سواء كُنتَ أبًا، أخًا، زوجًا أو حتّى ابنًا!
هي تبحثُ عن ما خُلِقت منهُ حوّاء، هي تبحثُ بأيسرِ أضلُعكَ علّها تجد مُستقرّها والأمان.. علّها!
كَفراشةٍ رقيقةٍ هي، أتراها تَقوى على تحمُّلِ كسر أحد أضلاعها؟!
لا تسمع لهم يا ولدي، فما يُنادونَ بهِ من جعل العُنف والتوبيخ أساس معاملتكَ معها، ما هو إلَّا جهلٌ مُطبق، مَن أخذَ بهِ فقد خالفَ هدي المُصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أرايتَ كيفَ وصفهنَّ في وقتٍ كانَ وأد البنات هو السائد؟
أسمعتَ وصفه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهُنّ، المُؤنسات الغاليات.
يا ولدي هي مكنون الرقة، فُطرت على الدلال، وجُبلت على الاهتمام بمظهرها، أيصّح أنْ تكسرَ لها ضلعًا دونَ أنْ يُؤلمكَ ضلعكَ الأيسر؟
واعلم يا ولدي أنَّ الغيرة جبلّة جُبلنَ بها، وما جُعلت الغيرة إلَّا لتتقد نار حُبّكما، فما غارت إلَّا لحُبّها، بل ولشدّة عشقها.
هي مَن خُلِقت منك، لكنَّكَ تُسكن إليها، بينما تآوي هي إلى موطنها وموضع أمانها.. تآوي إليك.
يا ولدي فَهمها يسير إنْ كانتْ رّوحك هي محلّ الفَهم، وإنْ كُنتَ جاهلًا بنفسكَ فكيفَ بفَهمها هي وهي بضعةُ نفسك؟!
لحديثي بقيّة إنْ كانَ في عُمري بقيّة، وإنْ لم يَكُن فالبقاء للَّهِ ربّ العالمين.