لَيْتَنِي تَعَلَّمْتُ
تِلْكَ الضَّحِكَاتِ الطُّفُولِيَّةِ
لَيْتَهَا تَعَلَّمَتْ
وَلَيْتَهُ تَعَلَّمَ هُوَ
أَلَّا يَزُورَ أَحْلَامِي
أَلَّا يَفُكَّ أَزْرَارَ وَاقِعِي
وَلَيْتَهُمْ تَعَلَّمُوا أَلْغَازَ عُيُونِي
شِفْرَةَ سُكُوتِي
وَسُكُوتَ أَقْلَامِي
أَلَمَ لَذَّتِي
وَلَذَّةَ عَذَابِي
حِينَ أَقُولُ: لَا
تَبًّا !
لَا تُزَلْزِلْنِي
تَنْزِعُ مِنْ رَحِمِي
جِيلًا كَامِلًا مِنَ الذِّكْرَيَاتِ
وَتَزْرَعُ الشَّكَّ شَمْسًا
وَتَحْصُدُ صَيْفًا قَائِظًا يَئِنُّ
دُونَ رَحْمَةٍ..
انْتِشَاءً زَائِفًا
وَدُمُوعًا مُؤَجَّلَةً
كَأْسٌ فَرَغَ دُونَ ارْتِشَافٍ
تَبَخَّرَ كَمَا يَتَبَخَّرُ الْبَحْرُ
وَلَا يَبْقَى سِوَى مِلْحِ طِينَتِي
أُتَبِّلُ بِهِ الْوَقْتَ
وَأُوَزِّعُ مِنْهُ صَدَقَاتٍ
غَيْرَ مَضْمُونَةِ الْجَزَاء
لَيْتَنِي تَعَلَّمْتُ
قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ إِلَى هُنَا
وَقَبْلَ أَنْ تُـمَزَّقَ أَوْرَاقِي
وَقَبْلَ أَنْ أَصْطَفِيَكَ دُعَاءً
وَقَبْلَ اهْتِزَازِ الْمَعَانِي
وَقَبْلَ يَأْسِي وَانْسِحَابِي
وَقَبْلَ خُلُودِ مَوَاقِفِي
لَيْتَ لِي عَقْلًا يَتَّسِعُ سَخَافَاتِ الْكَوْنِ
وَرِئَةً تَسْتَسِيغُ إِدْمَانِي الْمُحَبَّبَ
وَعُيُونَ أَطْفَالٍ
وَقَلْبَ أُخْطُبُوطٍ أَزْرَقَ
وَأَجْنِحَةَ فَرَاشَةٍ
وَذَاكِرَةَ نَجْمَةِ بَحْرٍ!