أريدُ أن أرجِعَ لِضَفائِري
لِسُلَّمِ المُوسيقى بِمَدرَسَتي
لأشرِطَةِ الكاسيتِ المُعبَّأَةِ بِيَدي
صُندوقِ زينَتي الورديِّ
حقائِبِ أُمِّي القَديمَةِ
وكنوزِها الخَفيَّةِ
مِنديلِ جَدَّتي
أهدَتني إيّاه
عِطرِ اللَّافِندَرِ على التَّسريحةِ
أوراقِ أَبي
ورائِحَةِ بَدلَتِه المُرتَّبَةِ بأَناقَةٍ
كُرّاستي السِّرِّيَّةِ
وما بِها مِن أَشعارٍ
قُرصِ الهاتِفِ فوقَ طاوِلَةِ غُرفَةِ المَعيشةِ
وأَصابِعي الصَّغيرَةِ
لإجازَةِ الصَّيفِ
لِلبَحرِ
لِلرِّمالِ السَّاخِنَةِ تَحتَ قَدَميَّ
لِمَوجَةٍ تَعَثَّرتُ بِها
لِحُمرَةِ وَجهي عندَ الرُّجوعِ مِن المَصيفِ
حُبَيباتِ الرَّملِ بينَ ضَفائِري
كَأَنَّها ذِكرى لا أُحبُّ أَن تَنتَهي
أُريدُ أَن أَرجِعَ لِعَرائِسي
لأَحلامي
لأَيّامٍ لم أَكن فيها سَيِّدَةَ القَرارِ
أَيّامٍ أَبسَطَ مِن أن أُفَكِّرَ في شيءٍ
أُريدُ أَن أَعودَ لِذَاكِرَتي الأُولى
ذَاكِرَةِ جَنينٍ
يُصارِعُ المُخاضَ بِغَباءٍ
فَيَستَسلِمُ
في سُكونٍ...