كانت دائما كسولة تتحرك ببطء شديد تدخل من الباب وتنادى: ماماجعانة
ماما فين الطرحة
ماما عايزة شاي
لا تتردد في طلب أي شيء
وكأن ماما
هي الحل لكل الأمور
لا تشعر بما تبذله أمها من جهد
ولا تقدر كم تعبت وسهرت لترضيها وترضى إخوتها وابيها
كانت الأم تفعل كل شيء بحب حقيقي دون تأفف أو ملل تحرص على راحتهم وتلبية رغباتهم الصغيرة قبل الكبيرة
حتى حفظت عن ظهر قلب كل طلباتهم اليومية
ومواعيدهم
وأمزجتهم
دون أن تنتبه لنفسها لصحتها
أو حتى لرغباتها الخاصة
وذات يوم
وبينما كانت تعد الإفطار وتجهز ملابس المدرسة وتغلي الماء للشاي
شعرت بدوار خفيف
ثم سقطت مغشيا عليها
نقلت إلى المستشفى على وجه السرعة وتبين أنها كانت تعاني من إرهاق شديد ونقص في التغذية والراحة
حينها فقط
شعرت الابنة بالذنب نظرت إلى أمها الممددة على السرير الأبيض
وبدأت تدرك أن
ماما
ليست آلة
بل إنسانة لها طاقة ومشاعر
واحتياجات
بدأت تتغير وتهتم لاول مرة بمواعيد ابيها وبملابسه وتغير من سلوك اخواتها التى لم تقدر ان تملأ مكان امها وتقوم بأداء طلباتهم بدأت
تتحمل مسؤولياتها الجديدة
شيئا فشيئا
فقد تعلمت الدرس
وتنتظر رجوع امها البيت
رجوع الحيااااه