في أحد القرى خرجت صباح الجميله الفقيرة من بيت والدها مكسورة الخاطر محملة بآمال جديدة وزواج رتبته عائلتها دون رغبتها زفت الى فايز رجل لم تعرفه جيدا لكنها سلمت قلبها للقدر وقررت أن تصبر على طباعه السيئة
بدأت معاناتها منذ أول يوم أهله لم يتقبلوها
كانت كالغريبة بينهم
تتلقى الكلمات الجارحة والمعاملة القاسية
حاولت أن ترضيهم أن تكسب ودهم لكنها لم تحصد إلا الجفاء
نفس الطباع
أما ماهر
فكان حاضرا بجسده
غائبا بعاطفته يصدق كل ما يقال عنها
ويشارك في ظلمها بدل أن يكون سندا لها
مرت السنوات أنجبت أطفالا أصبحوا كل عالمها ضحت من أجلهم تحملت الذل والحرمان والإهانات لأجل أن تبقى العائلة متماسكة لكنها لم تجد من ماهر إلا المزيد من القسوة حتى أنهى الأمر بطلاق بارد وكلمة واحدة
كأن كل ما كان بينهم لم يكن شيئا
خرجت صباح مرة أخرى لكن هذه المرة لم تكن مكسورة
بل أقوى
لا مكان لها ف بيت ابوها المتوفى
احتضنت أطفالها وقررت أن تكمل المسيرة وحدها عملت ف البيوت
ربت اطفالها وعلمتهم وضحت
باحلام كانت حلمتها لم تكن الرحلة سهلة
لكنها كانت صادقة
ثابته
لم تتعلم ولم تتقن اى عمل غير ما تربت عليه
الكنس والمسح والطبخ
ف البيوت
اليوم
تنظر صباح إلى أطفالها وقد أصبحوا ناجحين
محترمين
فتبتسم رغم كل شيء
ظلموها حين زوجت
وظلمها من كان يفترض به أن يحميها
لكنها ربحت شيئا أثمن
كرامتها
وأبنائها
وقصة امرأة لم تنكسر
لا تزوجوا بناتكم من اجل الزواج وتنهوا مسئوليتكم
اختاروا الرجل المناسب للعمر
اختاروا صاحب الاخلاق
اختاروا لها اسرة تعيش معها
لا تزوجوا بناتكم لأول من يطرق الباب
بل اختاروا لأبنائكم من يتقي الله
صاحب الدين والمروءة
من يحفظ الأمانة ويقدر العشرة
ويصون كرامتها ويحن عليها