السلام عليكم و رحمة الله ...
كنت قابعا متأملا تلك السمكه الضخمه عل مائدة الغداء افكر من اي ابدأ التهامها فاذا باذني تدخل في صراع مفاجئ مع عيني لدفعها ان تتحول عن السمكه الي شاشة التلفزيون (و في روايه : التلفاز) ... و ما ان تحولت عيني الي الشاشه حتي قررت ان لا أعود الي السمكه الان ... ايذانا بانتصار اذني ...
علي الشاشة و علي قناة الرساله تحديدا كان الدكتور محمد العريفي يلقي محاضره ... و شدني و اعجبني و امتعني الاسلوب و الاداء و العلم الغزير للدكتور الامام ... ثم شدني ما هو اكثر
و لكي اصدقكم القول ... فان ما شدني بعنف الي هذه المحاضره ما اصطدم باذني عن الحديث عن وصف يد الله .... .... و لأن هذه النقطه بالذات كان لي معها قصه مع عضو كبير من اعضاء مملكة تاميكوم اخبرني انه يدرس علما شرعيا متخصصا و تطرق فيما يدرس الي جزئية حقيقة يد الله .... هل هي حقيقيه كيد البشر ام لها شكل آخر ام لها وصف لا نعرفه .... الخ؟؟؟؟ .... و بالطبع دخلت في نقاش بيزنطي طويل المدي مع هذا العضو الكبير الذي احترم عقليته قبل علمه .... لاني لم ارتح ابدا ابدا الي تناول اشياء وصفيه مفهومه في القرآن بالتفسيرات و التشبيهات ثم بالتقسيمات و انتهاءا الي الفرقه و الاختلاف و الصراع بين اصحاب الاراء المختلفه !!!
و لأني لست متعمقا في هذه الجزئيه و لم يحدث ان قرأت فيها من قبل فقد اعتمدت علي المنطق البديهي في النقاش متلمسا مصب المعلومات المنهمرمن صديقي العزيز المتعمق بالدراسه .... متخذا وضع الدفاع اثناء النقاش بحيث استقي المعلومه فارد عليها .... و اظن ان صديقي اقتنع بما اقول .. او ربما تظاهر بهذا لا ادري :) .... ربما يخبركم هو بذلك اذا قرأ هو هذا الموضوع ...
طبعا اراكم تتساءلون عن ما هو الرأي البديهي الذي دافعت عنه في مسأله تفسير او توصيف او وصف يد الله - عز و جل ...
كان رأيي - بناءا علي ما سمعت من معلومات - ان لفظة يد الله هي لفظه معنويه و اننا لا يجب و اكرر بانه لا يجب ان نتطرق الي مثل هذه الامور و التفسيرات في خلق الله او شكله او شكل اعضاء و صفات نسبها - جل في علاه لنفسه ... ... و قد عبرت عن استنكاري لمحدثتي باللهجه المصريه العاميه : و انا مالي !!!... و احنا مالنا نتكلم في حاجات من دي ليه .... ايه الفايده؟!؟!
اعود الي الدكتور العريفي الذي فاجأني و انا ارقب السمكه علي الغداء بانه قال نفس المعني الذي قلته في هذا الشأن .... و ذكر قصه تقول :
ان احد ابناء الخليفه كان يتحدث في يد الله و يتناولها بالوصف و التحليل و التشكيل و ازعج ذلك علماء الاسلام في هذا الزمان لما كان هذا الشاب يبث ما يدعو الي البلبله ... فاحضره احدهم و قال له يا يبني دعك من الحديث عن الخالق الوهاب و لنتحدث عن المخلوقات ..... و بالطبع يا بني انت تعلم ان لبعض الملائكه اجنحه و ان احدهم له 600 الف جناح ..... فهل يا بني قمت بتركيب هذه الـ 600 الف جناح علي جسم الملك..... فاخذ الشاب يتخيل وضع الاجنحه علي الجسم و طبعا فشل في ذلك .... فطلب منه الامام ان يركب ثلاث اجنحه فقط علي جسم الملك ففشل الشاب في تخيل وضع هذه الاجنحه علي جسم الملك ... فقال له الشيخ : ما بالك و انت لا تقدر ان تتخيل وصف مخلوق فما بالك بالله الخالق الوهاب
الخلاصه انه لا يجوز ان نقحم انفسنا في التفكير في اشياء لا علم لنا بها و هي من الغيبيات .... و طبعا الحديث للامام العريفي .... و لا اخفي عليكم اني سعدت بما سمعت لانه تطابق مع ما احسست به و انا استمع لهذا الحديث اول مره ....
من المعلومات الرائعه التي استفدت بها من بقية المحاضره ... ان اسماء الملائكه الدارج تناولها بين المسلمين ليس لها اصل لا من القرآن و لا من السنه .. كعزرائيل ملك الموت ... حيث لم يرد ما يدل علي هذا الاسم ... و ايضا منكر و نكير ملكا القبر .... و خازن الجنه الذي يسميه البعض رضوان .... و غيرهم ...
طبعا كانت مفاجئه لي ان لا يكون عزرائيل عزرائيلا !!! .... و فوق كل ذي علم عليم ...
من المعلومات "المخجله" التي وردت في المحاضره .... ان هناك فريقا من الملائكه ساجدا الي الله لا يقوم الا يوم النفخ في الصور ... و مثلهم راكعين ...
حين النفخ في الصور تقوم الملائكه التي سجدت ابد الدهر عبادة الي الله و ما ان تنظر الي وجه الله ... فتقول لله : ما عبدناك حق عبادتك .... !!!
و الله انه لشئ مخجل ان نتكاسل نحن عن عبادات بسيطه بينما تشعر الملائكة بالتقصير في العباده و هي الساجده ابد الدهر !!!!!!!!!
من المعلومات التي وردت في المحاضره ان الملائكه لا تدخل بيتا فيه كلب و لا صوره .... و اسهب الدكتور العريفي في التحدث عن الصوره .... فقال انها الشئ المنحوت علي شكل حيوان كالجمل و الصقر ..... و هذا فيه اجماع بين العلماء .... بينما الاختلاف علي الصور الفوتوغرافيه و المرسومه باليد .... فهناك اختلاف بين العلماء فيها فمنهم من يبيح و منهم من يمنع
و ذكر د العريفي ان الملائكه تنفر من الشخص الذي يهمل في رائحته بعد اكل الثوم و البصل - و بهذه المناسبه اخبركم اني تطيبت بعد وجبة السمك :) - قبل ان اكتب لكم هذا الموضوع ...
:D
من المعلومات الهامه ان الملائكه المرافقه للانسان تثبت الانسان في اوقات عصيبه كمثلا وقت الموت فتجد من يثبت المرء يجعله ينطق بالشهادتين و من الناس من لا يجد من يثبته من الملائكه ... لان الملائكه ليست حوله لسبب من اسباب نفور الملائكه ... الجنابه و عدم التطهر
بالطبع المحاضره كانت شيقه و غنيه بالمعلومات ... لذا وجدتني ابحث عنها علي الانترنت حتي وجدتها ... فادعوكم طبعا ان تعيدوا الاستماع لها بصوت الدكتور محمد العريفي بدلا من اسلوب كاتب هذا الموضوع 0 غفر الله له و لكم