كتبت صديقتي تقول:
"حركت صرخة واامعتصماة جيوش إسلامية من الخلافة الي بلاد الرووم
تفتكروا الخليفة المعتصم سأل كانت لابسه أيه قبل ما يتحرك لتحرير المرأة التي أُسرت. ؟!!!
المسلم اللي قتل يهو،دي في السوق لما رفع ثوب إمرأة مسلمة و نقض عهدا و صارت غزوة بنو قينقاع.
تفتكروا لو كان الثوب ضيق، كان الرجل هيسبها و يمشي و يقول لليهو،دي. حقك؟!
وهذا لا شك أن كلام الصديقة المهذبة، يحاول أن ينجي المرأة من أي تقصير، ويلقي باللائمة كلها على الرجل الذي حاول أن ينصح نساء العصر اللاتي تعرضن للتحرش والاغتصاب، إلى الالتزام بالزي الشرعي والحجاب، لأن الحشمة تسد أبواب الفتن.
وهو عندي وفي رأيي تصوير خاطيء ومقابلة غير دقيقة، لأنهن لو كن في هذا الزمن وتعرين أو ضيقن ثيابهن لما استحققن أن يكن مسلمات بالقدر الذي يدعو الرجل للدفاع عنهن....لقد أسقطن حق الله فسقطن في الفتن وجلبن الندم، وجررن الأوغاد للعاقبة النكراء....
أولى بصديقتي وهي الكاتبة الواعية، أن تلقي بالمسؤولية على الجميع، وكل من شارك ولو بهفوة، لابد أن يتحمل جزءا من العاقبة، نحن لا نقول إن المرأة هي السبب، ولكننا بتعبير ألطف نقول: تتحمل من الوزر شيئا،
الجميع يتحمل نصيبا من الجريرة، والعقلاء من لا يلقون بالتبعة على النتائج دون النظر للمسببات..... أو بمعنى آخر أنا أوافقك الرأي ولكن هذا الكلام قد يصرف النساء عن الفضيلة والالتزام الشرعي الذي يجب أن تكون عليه المرأة ....
وأما ضربك بمثل المرأة العلوية والمسلمة التي في السوق، فهو استشهاد خاطئ، لأن الروم كانوا في حالة عداء مع المسلمين، وعداء كذلك مع اليهود، ومن ثم يحركهم العداء للدعوة والدولة الناشئة، قبل أن يحركهم التحرش بالنساء في المقام الأول.. لقد ضربت المثل بمحجبات ولا يمكن أبدا أن يكن في هذا الزمن غير محجبات، ولهذا تحرك جيوش المعتصم ولم يسأل عن الحجاب لأنه شيء معلوم في مسلمة وفوق هذا علوية تنتسب للدوحة الشريفة، وكذلك الصحابي المسلم لم يسأل عن لباس المرأة المسلمة، لأنه شاهد الحادثة وعرف حجابها الذي دله على إسلامها.
ثم علي هنا أن أطرح لك سؤالا آخر ردا على ما طرحتيه من أسئلة: ماذا يكون جوابك ورد فعلك لو سأل المعتصم عن المرأة وعلم فعلا أنها فسقت وتعرت وتبرجت؟
هل كان هنا يغار غيرته ويحرك جيوشه؟؟
أريد الجواب
ثم سؤال يشبهه..
ماذا لو كانت المسلمة التي كانت في السوق، ترتدي ثيابا شفافا ضيقا واصفا مجسما، هل كان المسلم يتحرك لنجدتها ويقتل المعتدي عليها كما فعل؟!
ألا إن ظني أن أول شيء كان يفعله أن يأمرها بالتحشم والانضباط، ويصب عليها لومه كله حينما خلفت هذا الجرم واستنطقت هذه الأزمة بقلة التزامها.
المرأة بتبذلها وهجرها لحجابها شريكة في الجناية، حينما قدمت دواعيها.. ومحاولة تبرئتها بدعاوى الحرية، خرق لمسلمات العقل والمنطق.
فلنعلم أين نضع أقلامنا وأفكارنا كما نعلم أين نضع أقدامنا.