هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صحيح البخاري .. الفرق بين الجميع والمجموع
  • جو مدارس
  • بالمنطق .. بالأمن القومي نتحدث
  • الإنترنت... بين كابوس مفزع وحلم جميل
  • لما بنزعل
  • ثبت خطاك
  • أكثر ما ينهك
  • عَتَمَاتُكَ المبصرة
  • لَا تُسَلِّمْ قَلْبَكَ لِمَا لَمْ يُصَلِّ لِأَجْلِكَ
  • التي تكتب ولا تقول… حتى الآن
  • حين يُساء فهمك...
  • يا سَيدةَ الحكايا الثقيلة...
  •  المدلل
  • طبتم وطاب ناديكم
  • مِلك ايديك
  • ونحلف انا وانت نتقاسم 
  • التربية عبر الأجيال.. ليست تحديًا سلبيًا، بل فرصة لتعزيز التفاهم العاطفي والتواصل بين الأسرة
  • الهوسُ المرضيّ
  • وفي حبّك… أنا القُربان
  • رجل من نوع آخر 
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة حاتم سلامه
  5. نشوة في رحاب القرآن

هذا المقال بمثابة تلخيص للسيرة الذاتية الايمانية للراحلة العزيزة د. نشوة أحمد علي، لم أكتبه عنها وإنما هي التي كتبته بيديها، مقال لا يوجد إلا عندي فقط، سطرته تلبية لطلبي منها أن تشارك به معي في كتاب أسميته القرآن علمني، ضم نخبة طيبة من الكتاب والمبدعين، تحكي فيه نشوة سيرتها مع القرآن الكريم تعلما وتعليما وفقها وفهما، وتذكر فيه محبتها لدروس العلم ونيل الأجر والثواب بالمعرفة النافعة.. كان حقا علي للقراء الكرام من أصدقائها ومحبيها أن أنشره اليوم والألم يعتصرنا جميعا على فقدها، ليروا كم كانت الفقيدة ذات شغف عظيم بالقرآن الكريم وتعلقا بالمساجد وشوقا إلى الحديث والتفسير..في رحاب الله يا نشوة.

======================

نص المقال

 

القرآن صديقي

==============

بقلم/ د- نشوة أحمد علي

قدَّر لي الله أن أسكن بجوار أكبر مسجد في المنطقة التي انتقلت إليها، بالمملكة العربية السعودية، ولا أخفيكم سرا أنها كانت أمنيتي، التي طالما ظننتها بعيدة المنال، لكن لا شيء _ما دام الله موجودا_ محال.

 

ذات مرة من المرات القلائل اللي أتيحت لي الفرصة أن أصلي به، قرأت إعلانا عن فتح باب الاشتراك في مجموعات لتحفيظ القرآن، مُلئتُ بالحبور وأسرعت في السؤال عن مواعيد التقديم، وقررت التقديم فورا لابنتيَّ؛ إذ كان وما زال حلمي الأسمى أن تحفظ صغيراتي القرآن الكريم، بأحكام التجويد، وأن أجد معاونا لي، ومشجعا لفعل ذلك، فقد حفظتهما قدرا لا بأس به في سِنٍّ صغيرة، لكن آفة الإنسان النسيان، والمراجعة خير ترياق، لكن انشغالنا الدائم بالمذاكرة والدراسة كان يحول دون الفلاح في بلوغ ما أروم. 

 

فوجئت بأن سن القبول يبدأ من ١٢ عام، ولم يبلغاه بعد، ولم يجُل بخاطري أبدا أن ألتحق أنا بمثل هذه الحلقات، رغم أنها أمنية تملَّكتني طويلا، لكنني حرفيا لا أملك مُدَّخرا من الوقت لأحظى بذلك. 

وجدتني _من باب الدعابة_ أقول:

- حسنا، بناتي ما زلن صغيرات، لكنني وصلت هذا العمر؛ فهل لي بالالتحاق؟

 

ابتسمت مُحدِّثتي، وأمسكت بالقلم، وسألتني:

- ما اسمك؟ 

أخبرتها إياه، والشرود مسيطر عليّ:

- هل ما حدث حقيقة؟

ذكرت اسمي، ورقم هاتفي، لكنني على الأرجح لن أعود؛ ليس لدي مثل هذه الرفاهية!

تركتُها وما زالت في حيرتي عائدة إلى البيت، أحدث نفسي:

- من أين لي بوافر من الوقت كي أواظب على دروس، وألتزم بحفظ؟

 

وخلال يومين كنت جالسة على أول ديسك في القاعة، الأجواء لطيفة، وأنا سعيدة، والألفة تطغى على الحضور، والطيبة تكسو الوجوه، وكأنهن نزلن من الجنة..

 

استمريت في دروس الحفظ والتجويد، ولأن الله قد مَنَّ عليَّ بسعة في الهِمَّة، كنتُ أشجع المعلمة أن تزيدنا من دروس التجويد، وتتوسع في قراءة شروحات الآيات التي نحن بصدد حفظها، تسهيلا وتثبيتا. 

 

اعتدتُ أن أنهي مهامي اليومية في البيت، ثم أقرا الآيات أثناء استعدادي للنزول، على أن أكررها عدة مراتٍ من المصحف، لأنني أعتمد على العشر دقائق الفاصلة، التي أقضيها سيرا على الأقدام، حتى وصولي المسجد، إذ كان هذا هو كل نصيب الحفظ من يومي، لكن يبدو أن بركة القرآن قد حلَّت، فلسنا _بأي حال_ أكرم من الله. 

 

بعد أسابيع.. سمعت عن حلقة لتعليم الفقه، فالتحقت بها، ثم أعلنوا عن حلقة لشرح وتحفيظ متن كتاب الصلاة، فانضممت إليهن، وفي نفس الوقت حلقة رابعة لحفظ "الأربعون النووية" ومن بعدها الأجرومية.

شاركت في هذه الحلقات مجتمعة في نفس الآن، درستها كلها على مدى ساعتين يوميا، لمدة خمسة أيام أسبوعيا. 

 

كانت معجزة؛ لم أستوعبها في حينها، حياتي مزدحمة حد التُّخمة، ولا مجال حتى للدردشة مع حبيباتي الغاليات اللواتي تعرفت عليهن من خلال صحبتهن في الحلقات، رغم حبي الشديد لهن، وكذا ارتباطهن الشديد بي، كُنَّ ما بين بناتي وأخواتي وأمهاتي، على اختلاف جنسياتهن، فقد جمعنا حب الله، والحرص على التزام علمه وتعاليمه، ولله الفضل والمنة..

 

لطالما أبلغوني أن المعلمة فلانة قالت لهن، بعدما انتهيتُ من تسميعي، وهرولتُ كعادتي لألحق ببناتي، وشؤون بيتي:

- عندنا يأتي دور دكتورة نشوة في التسميع، قُلنَ "ما شاء الله" لأنها تحفظ الحديث بالرقم! 

 

وذات مرة كنت أختبر في أحد المتون عبر "سكايب" من مسجدي إلى المسجد النبوي، وفوجئت بالأستاذة على الناحية الأخرى تردُّني في كلمة، وقد اعترضت؛ إذ قالت:

- عبد الله بن عمر، رضي الله عنه.

فقلتُ مستنكرةً:

- عبد الله بن عمر رضي الله عنه؟! لأ.. بل عنهما

 

فأمرتني أن أكملي. 

ثم فوجئت بمعلمتي بعد الاختبار حزينة، وعلى وشك البكاء، فسألتها عن السبب، وما الذي ألمَّ بها؟!

اعتذرت، وأخبرتني بأنها استغرقت زمنا ليس بقصير في محاولة إقناع أستاذة الاختبار بأنني لم أخطئ، لكنها صمَّمت على إنقاص درجتي.

ضحكتُ، وفرحتي بأستاذتي تملأني، وقلتُ لها:

- لا عليكِ، سأنجح على كل حال. 

 

رأيتُ القرآن حولي، بركةً في وقتي، وعافيتي، وصحة أهلي، رأيته في أمان، كنت قد أفتقده طيلة سنوات الغربة.

رأيتُ القرآن في هِمَّتي التي بدأت من لا شيء، إلى أن وصل استيعابي في الحفظ لأربع صفحات من القرآن يوميا، رغم ضيق الوقت.

رأيت القرآن يفصح لي عن أسراره، كالصديق الذي يفتح قلبه، بكثرة الطرق، فأجد ذهني يتفتَّق عن فهم جديد لبعض الآيات، دونما جهد مني.

 

كما أنني أمارس الكتابة منذ الصغر، ولم أبرحها هواية تسري في دمي، لكن نضجا ما أصاب قلمي بعد خوضي في رحلتي مع القرآن الكريم التي أرجو الله ألا تنتهي.

أشعر وكأن حرفي قد لبس حُلَّةً من أناقة، نبعَتْ من فيض بهاء القرآن الكريم، وكذا اعتدال لساني، وسلامة حروفي من الإمالة والانحراف عن مخارجها الصحيحة، فقوَّمت وأصلحت وهذَّبت التلاوة والتجويد ما كان يعتري نطقي من أي عطب أو اعوجاج.

 

غرس القرآن داخلي، ومن ثم رأيته حولي؛ في حياتي، وأهلي، ونفسي، وجسدي، ومَنطقي، وقلمي..

 

جاء يوم إعلان النتائج، وكنت أحظى بالمركز الأول في كل الأقسام، وهذا شيء لن ترتضيه الإدارة، فتستسمحني المعلمة في أن تسجلني _زورا_ بالمركز الثاني في إحدى الحلقات، إرضاء لهم، ولا تغفل هي وزميلاتي أن يُقْررن ويُعلِنَّ شهادتهن بأنني الأولى، وأن ما دُوِّن في الأوراق لن ينفي أحقِّيتي..

 

تكرر الأمر على مدار عام ونصف، وزميلاتي يتضاحكن، ويعرضن مساعدتهن لي على حمل الجوائز التي كنت أحصدها، في نهاية كل حفل تخرج،لكثرتها.

 

المعجزة الحقيقية هي أن الله يسر لي ما يستغرق في دراسته ثلاثة أعوام، فأنجزته خلال عام ونصف، لأنه يدرك أن القدَر سيضع في طريقي عقبة تمنعني من الاستمرار، فهيأ لي كل الظروف، وزلل لي الصعاب، ومهَّد لي السُّبُل، لآخد رزقي كاملا بدون نقصان.

فالحمد لله رب العالمين

 

ومن بعدها..لم تتح لي فرصة الذهاب إلى المسجد إلا لصلاة التراويح، ولا أنسى زميلاتي وهن يحضنني بحب، ويحتفلن بزيارتي من العام إلى العام.

و"فايزة" تلك الفتاة الصغيرة، التي تكبر ابنتي بأعوام قليلة، وكانت تشاركني بعض الحلقات، وهي تحادثني وعيناها ممتلئة بالدمع، متسائلة:

- لِمَ تركتِ؟ فلم يكن غيرك يدفعنا للاستمرار!

إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑2الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓-3الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑4الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة حسن غريب
9↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓-2الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑25الكاتبمدونة نورا شوقي200
2↑19الكاتبمدونة رشيد سبابو212
3↑17الكاتبمدونة محمد جاد78
4↑14الكاتبمدونة غازي جابر67
5↑9الكاتبمدونة خالد دومه30
6↑9الكاتبمدونة شيماء عصام124
7↑8الكاتبمدونة احمد كريدي98
8↑8الكاتبمدونة نجلاء محجوب142
9↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)158
10↑6الكاتبمدونة مها الخواجه29
11↑6الكاتبمدونة سعاد سيد187
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1069
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب690
4الكاتبمدونة ياسر سلمي653
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم568
7الكاتبمدونة آيه الغمري496
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني424
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة402

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب330711
2الكاتبمدونة نهلة حمودة186914
3الكاتبمدونة ياسر سلمي178577
4الكاتبمدونة زينب حمدي168936
5الكاتبمدونة اشرف الكرم127985
6الكاتبمدونة مني امين116117
7الكاتبمدونة سمير حماد 106370
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97322
9الكاتبمدونة مني العقدة93891
10الكاتبمدونة مها العطار87402

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
2الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
3الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12
4الكاتبمدونة محمد عسكر2025-06-04
5الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
6الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
7الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
8الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
9الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
10الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10

المتواجدون حالياً

1616 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع