لست هنا لأدافع عن وزير الأوقاف، فهذا الرجل لا يروقني ولا أحبه.. لكنني لا شك سررت بقراره الأخير بقراءة صحيح البخاري في المساجد وعقد موتمر عن السنة النبوية.
ولكن هذا المسار التعبدي الذي يربط الناس بالمساجد ومحاضن الهداية أفزع العلمانيين، وأقض مضاجع الملحدين.
المرأة الضالة التي يصيبها صرع وفجع وهبل وجنون، كلما سمعت خبرا يدعو الناس إلى الله ويوثق صلتهم به، سارعت لتعلن سعارها وقيأها، وتبدي حقدها الذي هو وربي على الإسلام نفسه، وليس على شيء من أعذارها الواهية.
هل تتخيل أن تتلفظ المرأة بالنُكر والإفك، وتدعي كاذبة أثيمة أن قراءة البخاري مفرخة للإرهاب، وبديلا عنه أن يقوم الوزير فينقي الدعاة من التطرف، ويهتم بنشر الوعي الديني والوطني، وأنا لا أعلم هل قراءة البخاري هي التي ستفرخ الإرهاب، وتنشئ أجيالا متطرفة من الدعاة؟
لقد أعمى الحقد على الإسلام قلب المرأة فأصبحت لا ترى ولا تهتدي، وفقدت كل عناصر التمييز، لأن نداء إيمانيا يوشك أن ينفذ بقرار رسمي ويربط الناس بينابيع الهداية.
وانا أضحك على هرف المرأة الأعوج الأعور، فهذا الأزهر الشامخ يدرس فيه البخاري، ولم نر أي إرهابي تخرج من ربوعة، بل حتى شيوخ الدين المنافقون الذين عجبت بهم شاشات الفضائيات قد درسوا البخاري، ولم يصيب عقولهم بالتطرف المزعوم.
ثم ما هذا التوقح والسفالة في الحديث عن مقام النبوة، والذي يدلل على عقلية لا عجب ان يصدر منها مثل هذا الكلام المنحط.. إن هذه العقلية هي طريقة الملحدين والكارهين للدين، وهي مكشوفة دوما وتفضح نفسها، وإن تزيت بمظاهر الوطنية والاستقامة.
تريد المرأة أن تحيط حديثها بسياج الامان فذكرت كلمة الوعي الديني والوطني، أي أنها تبصر بجلاء ما ينفع الوطن وما يضره، إنها بهذه الكلمة تريد أن تخيف وزير الاوقاف، حتى يرتدع عن قراره.
فالرجل يخشى أن يظهر في شبهة العداء للوطن والإضرار به من كل ما يسوؤه.
لكن الحق الذي يتجلى أن قرار وزير الأوقاف هو قرار وطني في المقام الأول، لأنه يربط الناس بدينهم وأخلاقه التي هي صمام أمان من الانحراف والتطرف والإرهاب الذي ينبني عن الجهل بالدين ويستغل عقول الجهلاء الذين لم يقرؤوا البخاري.. لو كانوا يفقهون.
ثم أي سنة هذه التي تتحدث أن النبي حاول الانتحار وكان حسب لفظها الدنيء (مقمل) في أي سنة ياترى كتب مثل هذا الكلام الذي لا يردده إلا وقح دنيء.
بل أي سنة هذه التي هي مشكوك فيها؟..البخاري يا جاهلة هو أصح كتاب بعد كتاب الله.
على وزير الأوقاف أن يستمر في قراره التاريخي، الذي هو قرار في صالح مصر وأمن مصر، وصلاح مصر، ولا يلتفت لكل ناعق او ناعقة، تطفح قلوبهم بكره الإسلام دين الدولة الرسمي.