عجبا لهذا الأب وعجبا لهذه الأم!
يظن كلاهما أنهما بعد أن يزوجا ابنتيهما لشاب يرتضينه، أنهما ما زالا أصحاب السلطان والأمر والنهي على فتاتهما التي صارت تحت إمرة وظل رجل آخر.
فإذا بهما بدلا من أن يَخرجا من حياة ابنتيهما وزوجها، تراهما يزدان تدخلا وتحكما وتسلطا في كل صغيرة وكبيرة تخص حياة العروسين.
فإذا بالمشكلات والأزمات والمحن تعصف بالبيت الوليد الذي اجتمع أول ما اجتمع على كلمة الله، لتبقى كلمة الشيطان أقوى على يد الأب الأبله والأم الغبية.
حتى الفتاة التي تزوجت، ربما تكون متعلمة ونالت شهادة عالية، ومن المفروض أن يكون لها عقلا وشخصية ووعيا تدرك به مصلحة نفسها ومستقبل بيتها، ومعزة زوجها، لكن للأسف نرى هذه الأيام فتيات ممسوخات الشخصية، تتزوج إحداهن وهي لا تفهم معنى الحياة الزوجية، وترى بعقلها الأحمق أن طاعة الزوج ذلا وخزيا وعارا.. إذا أمرها أمرا أو طلب منها طلبا، فإنها تعتبر ذلك جرأة منه وتطاولا وتسلطا، فتعامله معاملة الند للند، فتعتقد أنه لا حق له عليها ما دام أبوها وأمها على قيد الحياة.
وأصارحكم القول: إن فعل هذه الفتاة التي أصبحت زوجة لم تحظ بتربية رشيدة، ولم تعلمها أمها معنى أن تكون زوجة وربة بيت.
أعرف زوجة تعمل ولكن زوجها لا يريدها أن تعمل.. إنها رفضت أمره ولم تقبل برغبته، فغضبت وهجرت البيت، ولو أنها خرجت من بيت أصيل لعلمها أبوها وأمها أن طاعة الزوجة واجبة، لكن كثيرا من الأسر للأسف لم تتعلم ولم تعرف شيئا عن قيم الإسلام التي نادت بقوامة الرجل وقيادته للبيت، وأن كل طاعة له واجبة إلا طاعته في معصية.. وإن هذه الأسر الضالة تركت التلفاز والمسلسلات والانترنت يفسد عقول أبنائهم وأخلاق بناتهم.
إن الزوجة التي تعاند زوجها، وأمها التي تحرضها على عصيان بعلها، وأبوها الذي يشجعها على هجران بيتها، هم قوم لا يعرفون الله، وهم أحلاف للشيطان.
ولكن مالنا نلوم أسرة هذا طبعها وخلقها، تريد لابنتهم زوجا تابعا لا شخصية له ولا رجولة، بينما اللوم الأول على هذا الزوج، فما الذي منعه في ابتداء الخطبة، أن يهمل السؤال عن هذه الأسرة، وخلقها وطباعها؟
كيف فاته أن يهمل السؤال عن أم عروسه، فمما نعرف في أدبياتنا: أن البنت تشبه أمها.
تبقى ملحوظة مهمة وهي أن مثل هذه المشكلات التي أعرضها تنتشر كثيرا في المجتمع وحياة الناس، فلا يظن أحد أنني أقصده بعينه أو أنني أعرض به وبمشكلته، إنما أن ناصح أمين فلعل مثل هذه الكلمة بما فيها من قساوة الألفاظ أن ترد نزوات الشيطان ويفيء الجميع إلى عدل الله وحكم الله.