مرت أيام وربما شهور لم أستطع أن أكتب ما يخالجني من مشاعر.
أحيانا أدعها ترحل وأحيانا أخرى أمزقها وأبتلعها دون حاجة لأن أفرغها على الورق. لا أدري ماذا أسمى هذا؟! ربما قد فقدت الشغف. إحباط شديد يغلفني يقيد أحبال المودة في قلبي وشعور باللاجدوى من كل شئ.
كان قلمي سيالا لايكف عن النقر ليستدعي كلماتي.
الآن أصابه ما أصابني من ألم ولكي لايجرح غيري أو ينزف مشاعرا قد تصيب أحدهم بالألم.
قرر أن يسكن أن ينام بجانب رأسي، ممنيا نفسه بأن يتغير الحال. أن أعود أكثر نشاطا وحركة أن تتقد روحي من جديد.
لم تكن تلك أنا أبدا. وأرجع ذلك إلى هذا الحزن الدفين الذي تعاظم بداخلي حتى صار عملاقا يتحكم في كل شئ حتى قلمي وأفكاري.
والآن بينما أكتب، أشعر باليتم بعد أن فقدت شغفي في التواصل مع الآخرين.
أغلق صفحتي وأنعزل بلا سبب إلا أنني لا أجد نفسي إلا مع نفسي. بعد أن كانت في وجوه الآخرين ووجودهم.
أنزوي؛ لأرتب الحروف في رأسي. أعيد أبجدة كل ما تطاير منها.
أعيد الصلة بيني وبينها؛ لأستطيع أن أعبر بها إلى طريق ألتقى فيه مع الآخر الذي لم يعد لي رغبة ولا شغف في الحوار معه أو التواجد في محيطه.
هناك من يسمي هذا نضج أن تكتفي بنفسك عن العالم. وهناك من يسميه هروبا من الواقع إلى عالم موازٍ لا أدري ربما هذا أوذاك.
ولكنني صرت أفضل راحة عقلي وسلامته في البعد عن التواجد وسط ضجيج يزيد من حدة ما في روحي وعقلي من جلبة.
هل سأعود؟! لا أظن أن ما مات في روحي يمكن أن يعود مرة أخرى للحياة
وأن الطريق الذي مضيت فيه يكون له طريق للعودة. لذلك سأواصل وحدي كما كنت وسأظل بلا رفيق إلا نفسي الملهمة.