لم أمر بأطوار العمر كما يفعل الكثيرون
سقطت في جدب الأربعين.
تلفت لأحصي السنوات التي أخلفتها ورائي
وعدت أهرول إلى أيامي الأولى
فتحت خزانة طفولتي. أمسكت ضفيرتي المقصوصة وبعض دفاتري.
وعلى الطريق تلمست أثر خطواتي فلم أجدها.
هرعت إلى البيت أفتش عن صوت أمي ورائحة كفيها في العجين
عن التنور القديم التي كانت تخبز فيه ضحكاتنا.
نجري ببطون ممتلئة وفم استعارت الشمس أسنانه الأمامية.
الفراش بارد ورائحة الموت تفوح من حجرتها.
أين أبي؟ لابد أنه عاد من صلاة الفجر.
راقبت يده المتغضنة وسنواتي تنفرط من عقد مسبحته.
ومرآتي المشروخة على الجدار تحصى نجوما بيضاء تلمع في شعري الحالك.