حين الفراق جمرُ الشوقِ يشتعلُ
ويحترقُ القلبُ، لا ماءٌ ولا سُبُلُ
يمضي الزمانُ بنا في البُعدِ مُرتحلاً
كأننا في ظلامِ التيهِ نرتحلُ
تغفو الأماني على أطلالِ ذكرتِهم
ويوقظ الحزنَ فينا كلُّ ما نُقلوا
يا مَن سكبتَ الدموعَ الصِدقَ في ولهٍ
أما كفاكَ الأسى، والقلبُ ما احتملوا؟
تاهت خطانا، وخانَ الدربَ مقصِدُنا
والأمنياتُ تموتُ إن طالَ بها الأجلُ
كم من وعودٍ بنيناها بأحرفِنا
وها هي الريحُ قد خانتْ، وما وصلوا
أكادُ أسمعُ صوتَ الوجدِ في لغتي
كلُّ الحروفِ حنينٌ ما به خجلُ
لو أن في الصبرِ باباً كنتُ ألزمه
لكن صبري مع الأيامِ يختزلُ
فهل يعودُ لنا وصلٌ نُسرُّ به؟
أم أن للوصلِ أبواباً بها قُفلُ؟
دعني أُناجي بدمعي كلَّ زاويتٍ
علّ اللقاءَ يعودُ، علّنا نُقبلُ