الرسائل٢
(كما يعتاد الأغبياء النعم)
ها أنا أقف بين يدي نفسي اليوم
أعترف لك أني كنت غبيا مهملا حين تركتك تتسربين من ببن أصابعي، حين أنكرت عليك أبسط ما تطلبين، ولم تطلبي الكثير.
كانت تكفيك.كلمة، جلسة هادئة أتكلم فبها فتسمعيني واسمعك، لم تطلبي الكثير وأشهد لك، رغم أنك اعطيتني الكثير،
كنت سخية معي في كل شيء وكنت ضنينا، أراك تبتسمين في بساطة وتسامح كلما التهمني غول العمل، تراقبينني اوزع اهتمامي على كل ما ومن حولي، ولا يتبقى مني لك إلا الفتات، وحتى الفتات كنت في أيامنا الأخيرة ارميه لك بضجر !
تعاتبينني وتبتسمين، ثم تكملين تفاصيل اهتمامك بي بقلب موجد به غصة تبدينها حينا وتخفينها اغلب الأحيان،
بالضبط.كما لم أصدق أن حبك الكبير الذي ركنت إليه وتلهفت عليه وتمنيته من ربي طيلة عمري، ثم اعتدته(، كما يعتاد الاغبياء النعم، )
ثم زهدته كما يزهد الجاحد رحمة ربه، لم أصدق أن هذا الحب الكبير، في يوم ما، لن يكون قادرا على تضميد جرح إهمالي لك، ووضعك في ذيل قائمة اهتماماتي ثقة في تسامحك اللانهائي وصبرك المعهود.
نعم، أتذكر الآن يا حبيبتي، حين قلت لي إن جراب الصبر ينفد فجأة! ولم أحفل بنداءك اليائس الأخير!
واتذكر أني قلت لك، (أعلم، أعلم) قلتها لك بنفاد صبر لأنهي حوارا من كلمتين، لأجبرك على ابتلاع باقي كلماتك الرقيقة الطيبة.
ولا ادري ما كان يضيرني لو أنني حافظت عليك وحمدت نعمة وجودك، كل ما ادريه الآن أني ضائع وأني أحببتك ولم أحب سواك،
وادري ان المراة التي يضيعها الغباء، المرأة التي تغادر منتصرة على قلبها المهزوم، مستحيل ان ينساها الرجل، !
من سلسلة نثرية بعنوان(الرسائل)
بقلمي: دينا سعيد عاصم