نصائح خاصة باختبارات حساسية المضادات الحيوية والتي زاد استخدامها في الفترة الحالية :
أولاً يجب معرفة ان اختبار الحساسية الوحيد المعتمد عالمياً (validated) هو اختبار الحساسية للبنسلين و أيضاً ليس لكل أنواع البنسلين ولكن فقط ل Benzylpenicillin (Penicillin G) وهو البنسلين المائي وليس للبنسلين طويل المفعول ..كما يجب معرفة انه هناك أنواع عديدة من اختبارات الحساسية يتم تحديدها بناءا على نوع الحساسية التي قد يسببها الدواء المراد إجراء اختبار الحساسية له وبالتالي اختبارات الحساسية التي يتم فيها حقن تركيز من الدواء (المراد اعطاؤه للمريض) في الجلد ( intradermal skin allergy test) هذا الاختبار يختبر فقط نوع واحد من الحساسية ( IgE mediated type I allergy) وبالتالي ليس معنى ظهور ننيجة سلبية ان المريض لا يعاني من حساسية من الدواء اذا كان الدواء يتسبب في أنواع أخرى من الحساسية غير معنمدة على الIgE.
أيضاً بجب معرفة أنه في حال المرضى المصابين بأمراض المناعة الذاتية ( autoimmune diseases مثل الروماتويد و الذئبة الحمراء ، pemphigus وغيرها) لا يعتد بنتائج اختبارات الحساسية.
ثانياً: اختبار حساسية البنسلين المعتمد يكون بواسطة استخدام مادة Benzylpenicilloyl Polylysine Penicillin (Pre-Pen) وللاسف أي اختبار للبنسلين يتم فيه استخدام أي مادة بديلة للPre-Pen نتائجه ستكون محل شك.
ثالثاً : بعض المضادات الحيوية اذا تم حقن جزء بسيط منها في الجلد ( intradermal) قد تسبب تهييج مباشر لنوع من الخلايا الموجودة في الجلد تسمى mast cells والتي يتسبب تهييجها في إفراز الهيستامين و ينتج عن ذلك ظهور نتيجة إيجابية لاختبار الحساسية من هذا المضاد الحيوي بالرغم ان المريض لا يعاني من حساسية من هذا المضاد الحيوي ( false positive intradermal skin allergy test). و من أمثلة هذه المضادات الحيوية fluoroquinolones ( مثل سيرو ، تافانيك ).
رابعاً: لا يجوز بأي حال من الأحوال إجراء إختبار للحساسية في المنزل او في الصيدلية و ذلك لأن حتى اختبار الحساسية ممكن يؤدي إلى حدوث حساسية لبعض المرضى مفرطي الحساسية ( at risk patients )والتي قد تودي في بعض الأحيان بحياة الشخص. و المستشفى هي المكان الوحيد المسموح فيه إجراء اختبارات الحساسية لانها مجهزة بأساليب التعامل الفوري مع حالات الحساسية.
خامساً : هناك أشكال مختلفة من الحساسية التي قد تحدث من المضادات الحيوية والتي قد تتراوح من طفح بسيط إلى حدوث صدمة / shock تتمثل في هبوط شديد في ضغط الدم مع إختناق ( anaphylactic shock). و فقط الأدرينالين (Adrenaline ) هو قبلة الحياة في حال حدوث الصدمة ويتم حقنه بالعضل.
سادساً : لا يوجد دور على الإطلاق لمضادات الهيستامين والكورتيزونات في علاج الصدمة الناتجة من الحساسية في حال حدوثها و لن تستطيع هذه الأدوية أن تنقذ المريض حيث انها غير قادرة على توسيع الشعب الهوائية ( وبالتالي لن تحمي المريض من الاختناق الناتج من الحساسية الشديدة) كما أنها غير قادرة على التعامل مع الانخفاض الشديد الذي يحدث في ضغط الدم. مضاد الهيستامين والكورتيزونات فقط تستخدم في حالات الحساسية البسيطة و كأدوية مساعدة (بعد اعطاء الأدرينالين) في حالات الحساسية الشديدة ( anaphylaxis).
سابعاً: حتى في حال وجود نتيجة اختبار حساسية سالبة، يجب اعطاء حقنة المضاد الحيوي في المستشفى و يجب مراقبة المريض لمدة ساعة بعد تناول المضاد الحيوي وذلك لأن وجود نتيجة سالبة لاختبار الحساسية لا تعني عدم وجود احتمال لحدوث الحساسية من المضاد الحيوي بنسبة 100% ( الnegative predictive value of intradermal skin test is not 100% بمعنى انه يمكن ان يظهرنتيجة اختبار حساسية سالبة بالرغم من وجود حساسية ضد المضاد الحيوي) و سبب ذلك انه في كثير من الاحيان يكون سببالحساسية تحول المضاد الحيوي داخل الجسم الى مادة هي المسببة للحساسية بمعنى انه ليس المضاد الحيوي نفسههو المسبب ولكن تحوله الى مادة اخرى داخل الجسم هي التي تسببت في الحساسية وبالتالي ذلك لن يمكن اكتشافهباختبار الحساسية الذي يحقن فيه المضاد الحيوي تحت الجلد.
و معنى ذلك انه اذا لزم اعطاء مضاد حيوي بالحقن فيجب اعطاؤه داخل مكان متوفر فيه رعاية صحية واسعافات اوليةفي حال حدوث حساسية.
ثامناً: يختلف التركيز المستخدم في اختبارات الحساسية من مضاد حيوي للآخر و يجب أن يكون تركيزاً ليس مرتفعا فيسبب تهبج مباشر للجلد ( و بالتالينتائج ايجابية خاطئة) و كذلك لا يكون منخفضا جدا فيسبب نتائج سلبية خاطئة و لقد حددت جمعيات الحساسيةالعالمية هذه التركيزات American Academy of Allergy و مرفق التركيزات التي تنصح بها جمعيات الحساسية العالمية.
و يتم ملاحظة نتيجة الاختبار بعد مرور ١٥-٢٠ دقيقة على الأقل من الحقن تحت الجلد .
تاسعاً : تناول بعض الادوية قبل اختبار الحساسية قد يؤثر على نتائجها ،فبعض الادوية يجب عدم تناولها قبل اجراء اختبار الحساسية بأيام ( من يومين الى اسبوع او اكثر حسبنوع الدواء) لتاثيرها على نتائجه وتشمل : أ- مضادات الهيستامين المستخدمة كمضادات للحساسية مثل أ- ( تيلفاست،أفيل، كلاريتين و غيرها) والموجودة ايضا في ادوية كثيرة للبرد و الكحة ( كونجيستال، ...)،
ب- مجموعة المهدئات والمنومات المعروفة بالbenzodiazepines مثل الزاناكس و اللكسوتانيل
ج- مضادات الاكتئاب المعروفة بالTCAs مثل الimipramine.
د- الكورتيزونات الموضعية يمنع وضعها على الجلد مكان الحقن .
عاشراً: ليس معنى ان الشخص عنده حساسية من احد انواع البنسلينات او الcephalosporins مثل السيفترياكسون ( ceftriaxone) والفورتاز ( ceftazidime ) ليس هذا معناه ان لديه حساسية من باقي المضادات الحيوية التي تنتمي لمجموعة الbeta lactam وذلك لانه في احوال قليلة تكون الحساسية سببها الحلقة المشتركة في التركيبة الكيميائية ( beta lactam ring) مابين هذه المضادات الحيوية وفي معظم الاحيان تكون الحساسية سببها الحلقة الجانبية ( side ring) التي تختلف مابين هذه المضادات الحيوية و هناك جداول توضح المضادات الحيوية التي تشترك في هذه الحلقة الجانبية في التركيبةالكيميائية بحيث انه اذا كان الشخص عنده حساسية من واحد من المضادات الحيوية فالافضل تجنب تناول هذا المضادالحيوي و كذلك كل المضادات الحيوية التي تشترك معه في الحلقة الجانبية. ( مرفق جدول يبين المضادات الحيويةالمشتركة في الside chainوالتي يوجد بينها cross sensitivity )
ويجب ملاحظة أنه ليست كل حالات الحساسية التي حدثت بعد تناول المريض لحقن مضاد حيوي كانت نتيجة المضاد الحيوي نفسه ولكن قد تكون نتيجة عيب في تصنيع أو تخزين المضاد الحيوي والذي يؤدي إلى حدوث تغيرات في صفاته تتسبب في الجهاز المناعي ولقد رصدت هيئة الدواء المصرية بعض هذه المنتجات وناشدت القائمين على الرعاية الصحيةبضرورة الابلاغ عن جميع حالات المشاكل الناتجة عن استخدام الادوية بما فيها المضادات الحيوية.
أخبراً وليس آخراً على الجميع ترشيد استخدام المضادات الحيوية وعدم الاسراع لاستخدامها بمجرد ارتفاع درجات الحرارة وأيضاً على الجميع استخدام المضادات الحيوية عن طريق الحقن فقط عندما يكون هناك سبباً طبياً يفضل فيه استخدام الحقن بدلا من التناول بالفم وذلك لان في حال وجود حساسية من مضاد حيوي معين فان اعراض الحساسية تكون أقوى بكثير عند تناوله بالحقن عن تناوله بالفم.