حين يطلبون منك ..
أن تكون مرآة واضحة لايشوبها تشوه ..
حين يقتربون ليلمسوا بك أدق التفاصيل ..
حين تبتعد وتبتعد خوفا من المجهول ..
ربما وددت لو أن هناك ملايين الحواجز بينك وبينهم ..
تظل حبيسا لأسوارك العالية ..
وإذ هناك من يتسلق أسوارك ويقترب أكثر وأكثر ..
وحين تستشعر طيفهم تخال لو أنك ..
قريب منهم حد الإمتزاج الروحي ..
تترك نفسك على سجيتها دون تكلف ..
تنسي للحظات ..
كيف حبست نفسك بعيدا داخل قوقعتك ..
فقط تعيش الحلم بكامله ..
حد الإمتلاء بذرات الحياة بقربهم ..
إلى أن تفيق على تلك الحادثة المروعة ..
حادثة الوهم السراب ..
وأن كل ما حطمته وتجاوزته ..
كان خطأ جسيما منذ البداية ..
وأنه لم يكن عليك ..
أن تتخلى عن قيدك مهما كان موجعا ..
فلا شيء يوازي كسرة قلبك ..
ليصيبه وهنا على وهن ..
ويزيد جراحه بجراح جديدة ..
وآلاما لاحصر لها ..
فقط لأنك أعطيت لذاتك ..
بعض نبضات الحياة التي ليست من حقك ..
فهي اوهام تستشري بنبضك لاوجود لها ..
وليس لك سبيل ..
سوي سبل الألم والألم ثم الألم ..
وحيدا منفيا تائها مبعثرا ..
ممزوجا بكل صراخات الكون وآهاته ..
ربما عليك أن تتعلم من دروسك السابقة ..
فتكمن في ذاتك ..
وتبعد كل البعد ..
عن مهاترات الآخرين وزيفهم ..
فكل زائل لامحالة ..
والنبض ذات روح سيفني ..
ولن تبقي فقط سوي أحلامنا عالقة قيد الذكرى ..