مازالت تلك الفكرة تراود روحي ..
تملأني بعبقها حتى تجعلني سعيدة ..
تثملني وتجعلني دائمة النبض بها ..
أفكر بفلسفتها الراقية وأسبح بها ..
مازلت أوقن وأجزم وأؤكد حتما ..
أن هناك في المجرة الكونية دائما ..
شخص واحد فقط تؤول إليه روحك ..
روحه كانت من قميص روحك ..
قبل بداية خلقكما الأولي ..
خلقتما وانفصلت ذرات ترابكما ..
وحلقتما كثيرا هائمين متجاذبين ..
حتى أبت قوانين الطبيعة أن تترككما ..
فذهب كلا في طريقه المقدر له ..
ومرت السنوات والدقائق والثوان ..
حتى اشتاق كليكما وزاد حنين الفراق ..
وبفعل عوامل تجاذب قوى الطبيعة الكونية ..
جاءت اللحظة الحاسمة التى كانت علامة فارقة ..
في ظل التيه والفراق وبعثرة الزمن الطويلة ..
حتى تقابلتما دون أن تدرگا حقيقتكما السابقة ..
تنجذبان وكأن ذرات ترابكما تريدان الاجتماع ثانية ..
ولكنكما تجهلان لم يحدث هذا الأمر برمته ..
تفكران وتعملان العقل كله ربما تصلان لتفسير مقنع ..
حتى تيأسا وترفعا راية الاستسلام البيضاء ..
فقط تعيشان شغف القرب وتتركان دفة الأمور ..
تسير دون ترتيب لتزدادا انجذابا جميلا ..
وكأن روحيكما على موعد قبل آلاف السنين ..
تمتزجان وتتعانق قلوبكما بنشوة غريبة ..
تعيشان مسافة الألف ميل بالتصاق تام ..
وكأنه لم يفصلكما عن بعضكما شيء مطلقا ..
تعيشان السعادة وتحلقان طويلا غير آبهين ..
سوى لوجودكما معا في لوحة الكون السرمدية ..
التي تلونت بأزهى الألوان حين التقيتما ..
وحين أكمل الحب الروحي حقيقة القرب ..
وزين الحياة وأكمل بهاءها بأجمل المشاعر ..
حتى بدت الحياة لناظريها المتيمين أجمل حياة ..