أتلمس خطوط القمر الفضية التي غزت غُرة ليلي المتلحف بالسواد،
فأراها وقد استحالت ندبات من رماد كالح اللون باهت المعالم
يسرق من عمري تفاصيله، ومن عقلي أفكاره، ومن قلبي كل الأحلام..
تتردد داخلي ألف تبًا لمن سرق العمر وزرع فوق جسده المسجي
تراكمات من المعاناة والآلام..
تبًا لمن نثر الدمع بذورًا بأرض لا يليق بها سوى الإبتسام..
تبًا لمن أهدر كنوز الأمل في سوق النخاسة
لتباع على الطرقات دُمىً مهترئةً تتقاذفها الأيدي والأقدام..
تبًا لقطار يتسابق مع دقات الساعات
تتعالى صرخاته في ليل لم يُسمع فيه سوى أنفاسنا اللاهثة
تطارد سراب الممكن والمعقول بلا استسلام، لتصطدم بصخور الواقع البارزة الأنياب، فنعود أدراجنا بقميص ممزق
يتخضب بنزف زهرات اغتالتها الأشباح والأوهام..
تبًا للخوف من المجهول، عملاق يتوارى خلف حجاب يترصد كل الخطوات، يثقل كاهلنا، يغرس في القلب بذور الجُبن أغلالًا تتكاثر كالفئران
يقرض رغم عنا خيوط طائرة الأحلام الورقية فتتوه بين دروب الأيام..