في حضرة أمي..
تزهر صحراء قلبي أشجارً وارفة الظلال
تستريح تحتها روحي من حر الأيام القاحلة، ألجأ لها فتحميني..
في حضرة أمي
يتفجر نبع الحنان فيسقيني حتى تمام الإرتواء
فلا حاجه لبشر سواها هي وحدها تكفيني..
في حضرة أمي
أنام قريرة العين، تهرب شياطين أحلامي
برقية تتلوها علىّ فتمحو بها آلامي، ويهدأ جنوني..
في حضرة أمي
تحفني الملائكة حين أسكن الجنة تحت قدميها
تجود برضاها، تخلع عني عباءة الشقاء
حين يتردد صدى دعائها حولي فيحييني..
في حضرة أمي
أنا فتاتها الصغيرة التي لم تذق للحياة مرارة
ولم تجرح خدودها دموع القهر ، ولم تهد جبال الأسي أكتافها
أعود طفلة تجدل ضفائري، وبجميل الكلمات والأفعال توصيني..
في حضرة أمي
تتجمع القلوب على الحب، تنهل من فيض عطاءها،
فما وهنت يومًا أن تكون مرفأ نجاة، هي لنا الحمي
نلوذ بقلبها ،تربت على جروحنا، وبها أفخر دومًا، وأرفع بين العالمين جبيني..
في حضرة أمي
أراها طفلة شقية وهي تدندن ألحان الذكريات،
إفروديت العربية كانت صبية،
مر الدهر فسكن الجمال روحها كزهرة فواحة شجية
سكنت بجمالها روحي ووتيني..
في حضرة أمي
حين يسكنها الخوف علينا، حين يسدد الدهر سهامه إلينا
تصيب قلبها، تنثر در دموعها،
أراها بعمر الأرض،
يحفر الألم أخاديده على ملامحها، فتشقيني..
في حضرة أمي
يتردد دعائي لربي أن ينعم علىّ برضاها
ويديم وجودها أبدًا
يعينني على خطوب الحياة، يقويني..
إنها أمي..