أنا خائفٌ مني
على حلمي
الذي أخفيته
تحتَ الوسادةِ
في اعترافِ الليلْ ...
وأخافُ منكَ
وأنتَ تدفنُ
حاضري
فيما أماميَ
مِن وجودْ ...
ماضيَّ
أعرفهُ
كما لا أعرفك ...
هو جاثمٌ
خلفي
وأعرفه
كاسميَ
في بطاقات
الوكالة
حين يذكره
المنادي
في طوابير
الطّحينْ ...
هو آخري
المكتوب
في ورقِ
الحياةْ ...
هو ظلُّ ظلّي
والجليسُ
الحرّ
في مقهايَ ...
يَذكرُني
ويُذكِرني
بما زلّتْ
خطاي ...
هو آخَري
المطويّ
في كُتُبي
القديمةِ
فوقَ رفِّ
الذكريات.
***
أنا خائفٌ
مني ومنكْ
أنت الغريبُ
وكلُّ شيءٍ
غامِضٌ ...
لا أستطيعُ
توقّع الخطواتِ
خلفكَ
حين أمضي
مجبراً
نحو انغماسيَ
فيك ...
***
يا أيها المجهولُ
يا ابن الوعدِ
والذكرى
ولا وجهٌ يدلّ
على الطريقْ...
أنا خائفٌ
مني ومنكَ
من ارتباكي
حين ألقاكَ
كأنّي لم أكنْ
وكأنّني كنتُ
السؤالَ المُرَّ
في وجهِ الزمانْ...
***
يا أيّها الأبديُّ
يا عبثَ الأنا
في قادمي
بعد انتهاء
قصيدتي
وتراقصِ الأرواح
حول النّاي ...
أو حولَ
صمتٍ منهَكٍ
حَضَنَ الفؤادَ
وتاه بين ركامِ
أمسي والخيامْ
***
أنا خائفٌ
من كلّ ما يمضي
ومن أن أمتطي
ظهرَ انكساري
دون تركِ خطايَ
في هذا الترابْ...
وعلى تلالِ
مسائي المشحون
أحلاماً
أفتّشُ عن فراخِ
النّورِ ...
عن وعدي
وعن ذكرايْ ...
حلمي
الذي خبّأته ...
قلبي
الذي أضنيته ...
مفتاحِ
ذاكَ البابِْ
***
يا أيّها الشيءُ
المُحاكُ بخِرقةِ
اللاشيءَ
انسجْ ما تشاءُ
من الخيوطِ ...
من الضّبابْ ...
من العدمْ ...
واصنعْ
ملامحكَ
المخيفة
كي تخيفَ
السائرينَ
إلى ظِلالِكْ
وتَفقّدِ الأَحْلامَ
في مرآتِكَ
الحدباءِ
أحلاماً وأوهاما...
سأظلُّ
مثلَ صدايَ
أحفرُ
في جدارِ
المستحيلِ
مخاوفي ...
سأظلُّ
مثل هوايَ
أرسمُ
في خدودك
قُبلتي وندايْ
ولأنّكَ الحتميّ
سوف أرتبُ
الأيّامَ
والأحلامَ؛
تجهيزا
لخيباتي