اسمي ناريمان عمري خمسة وثلاثون عاماً لم أتزوج ولا أفكر في الزواج ..
هذا كان بداية حديثي مع العريس الذي احضرته لي عمتي فوقية لأنها رأت ان قطر الزواج سوف يفوتني واني قريباً سوف أحصل علي لقب عانس مع مرتبة الشرف الأولي .
نظر لي العريس الذي يرتدي بدلة شيك ورائحة البرفان الذي يضعه تفوق الخيال وكان وسيماً لا انكر ذلك ولكنه ليس من نوعي الذي أفضله ..
طبعاً تتساءلون وماهو نوعي المفضل ؟!!
انا نفسي لا اعرف ماهو النوع الذي يملأ قلبي قبل عيني .
كل ما اتمناه رجل أحس إلي جانبه بالأمان ويحتويني بجنوني وطفولتي التي تظهر من آن لأخر .. أه نسيت ان اقول لكم أن تكون شخصيته قوية ليس بالشخط والنطر ولكن بالحب والأحترام .
نعود للعريس وكان ذو لقب دبلوماسي الذي قال وهو يمتعض : أهلاً تشرفنا أنا حسام .
تبسمت إبتسامة باهته ونظرت ليده ثم سألته : حضرتك مطلق منذ متي ؟!!!
تلعثم قليلاً ثم قال : كيف عرفتي ؟!!أنا لم أخبر أحداً !!
ضحكت بسخرية وقولت : هم مقلوش ليك إني مخاوية !!
نظر برعب وصمت وطأطأ رأسه وكأنه يريد أن يقول ماالذي فعلته بنفسي ؟!! من هذه المرأة ؟!!
قولت له : تستطيع الانصراف لو أردت ..
نظر لساعته الروليكس وقال : أه .. أه أريد أن انصرف عندي ميعاد مهم ..
قام بسرعه وكأنه يهرب من تنين يطاره ...
ضحكت وأنا أراه يفر مني .... ياااه الحمد لله تخلصت منه ..
دق الموبايل بعد أقل من خمس دقائق وجأتني صوت أمي : إيه اللي عملتيه ده إنتي عارفه ده العريس رقم كام اللي بتطفشيه ؟!!!
رديت بسرعه :ماما لو سمحتي أنا تعبانه .. أنا عملت كل اللي اللي اتطلب مني وروحت أقابله وبصراحه دمه يلطش وواخد قلم في نفسه وعلي فكره كان متزوج والله أعلم طلقها ولا لأه ..
صمتت أمي وكأنها صعقت لمعرفتها أن العريس كان متزوج ..
وقالت بنبرة تحمل الشك : إيش عرفك يا كونان ؟!!
ضحكت وقولت :السؤال ده ميتسألش ليا إنتي عارفة إني متخصصة في لغة الجسد وكمان الماجستير كان عن تحليل الشخصيات وعموماً هديكي لمحة الاستاذ فيه أثر لدبلة جواز وشكله شالها من يوم او أتنين مش أكتر .
أغلقت أمي الهاتف لأنها لم تجد كلاماً تقوله أو لعلها استسلمت أخيراً.
نظرت إلي موبيلي وصورتي عليه وكاني أذكر نفسي بما حدث لي قبل عشرة أعوام حينما ألتقيت بدكتور وليد وكيف تعلقت به... البدايات دائماً جميلة أما النهايات فهي قبيحة ومميتة .
دائماً هناك نقطة أو موقف إذا ما تجاوزناه لم نعد كما كنا من قبل ... يحفر فينا ويقتل ما بداخلنا ويحولنا إلي أشباه احياء ..
أنا هي يا سادة عدوة الرجال وسأظل ذلك طالما لم اجد من يقنعني أن أعود لأنوثتي وطفولتي وبراءتي ..
إتركوني فأنا لا أبحث عن عريس أنا أبحث عن رجل يحتويني ويسرقني من نفسي... فإذا لم تجدوه لا تزعجوني بأحاديثكم الجوفاء ..