أغسطس ليلة الرابع
وحيدٌ مثلما اعتدتُ
أكلمُ هاتفي أحكي
صديقُ العمرِ منشغلٌ
وجوفُ الصدر مشتعلٌ
وما عدتُ
قويا مثلما كنتُ
أنا الليلة
ولفحُ الحرّ في عنقي
وأبحثُ عن دواء ما
فيبلعني
ويمنعُني
من التفكير في شنقي
**
أغسطس ليلة الخامس
وحيدٌ في صحاري الصمت
مثلُ الصبر
وكلُ يدٍ تلامسُني
تساندُني
تعانقُني
تعود دما
وكلُّ الحبِّ في حَرمي يصيرُ عمى
وقلتُ لها:
أنا مؤذٍ
أنا ضررٌ
أنا ضجرٌ
أنا حجرٌ
بكت مني
لثمتُ ضماد كفيها
لتلطمني
****
أغسطس ليلة السادس
أقود العربة البيضاء في عبثٍ
تجاه البحر
أغني نفس أغنيتي
وأبسط كل أجنحتي
أطير كطائرٍ ورقٍ
قطعتُ الخيط
نفضتُ العمرَ عن كتفي
ضحكتُ
بكيت
وملحُ البحر يغلي في شراييني
صحاب العمر قد ضاعوا مع الأمواج
وأحلامي
تمس تراب أقدامي
وتبتعدُ
وعدتُ إلى زنازيني
ولكني قطعتُ الخيط
**
أغسطس ليلة السابع
أنا أفضل
وشكراً يا صديقَ السر
عملت بنصحك البارح
وخضتُ الزحمة السوداء
غمرت حواسي العشرين
روائحَ وابتساماتٍ
وألواناً
وأناتٍ
تركت الناس تدفعُني
وصحتُ عرفتُ ما صوتي
تركتُ الناس تبلعُني
وتمنعُني من الأفكار
وعدتُ بباقةِ الكدمات في خدي
تنسّيني لظى عُقَدي
**
أغسطس ليلة التاسع
أذاب الحر زهراتي أمام الباب
وفرت من فمي الكلمات
أصالحُها
فترمقُني بلا تصديق
أنا متعب
ولا يبقى سوى نفسي لتسمعني
بلا تعليق
حبيبة عمري المحزونةَ القسمات
أحبيني
وكوني اليوم قاسيةً
وألقي الزهر في وجهي
وولي ظهرَكِ المغضب
أحبيني
كطفلٍ مخطئٍ نادم
وتحت عقابِك الموجع
يحضر ذنبَه القادم
أنا ظلٌ بلا جسدِ
أعيشُ هناك مجهولا
ولَصقَ الحائط البارد
وأسفلَ أرجلِ الناس ِ
أعيش هناك مخذولا
حبيبةَ عمري الموجوعةَ الراسِ
أنا- للمرةِ الأولى-
أرى في الظلِّ أشياءً تثير الحب
أسائلُ كيفَ أحببتِ
عجوزاً يائساً مثلي؟!
وحين رأيتُ بسمتَكِ أمام الباب
يعودُ الشاب!
ويقفزُ من تجاعيدي
أحبيني
وكوني اليوم حانيةً
بدون عتاب