اضممن يا أبتي فإني خائفة
أحلاميَ الخضراءُ تخشى السير في هذا الطريق
وبهذه الدنيا المُدممةِ البغيضةِ
لا تليق
ماذا يريدُ الناسُ مني يا أبي؟!
وأنا أريدُ -وحسبُ- بعضَ الأوفياء
وأريدُ أن أغفو ليومٍ واحدٍ
دون البكاء
هل تقبلُ الدنيا بمثلي يا أبي؟
وأنا أعيش بجنةٍ ليست هنا؟!
لا سجنَ فيها أو قيود
لا حُلمَ مدفونٌ بها ..تحت النقود
ودخولها يحتاجُ إنساناً فقط!
عشرون عاماً يا أبي
وأنا المغفلةُ الصغيرة
قد كنت أول من يعيش بجنتي ..
وأنا الأخيرة
قررت ألا أشتكي
وهدمتُ كل ممالكي
وجرعتُ كلَّ هزائمي..
حتى الثمالة
أنفقتُ أنفاسي لأطفئ شمعتي
والآن مرهقةٌ لكي أعتادَ بعض الكهرباء
لكي أعتاد كِذْبَ الأصدقاء
لأصيغ أحلامي بأسلاكٍ وأزرار أنيقة!
....
ضع من يديك على جراحي يا أبي
فالحبّ يؤلمني إذا خبأتُهُ
والشعرُ يحرقُني إذا أسكتُّهُ
والنومُ كالأشواكِ في فُرُشي بدونِ الحلم
والدنيا ما زالت تضيقُ بمثلنا..
بتضرعاتِ العابدين
بتنهداتِ العاشقين
بتظاهراتِ الجائعين
قتلت جميعَ الجالسين على ضفاف النهر
وانتظروا الشروق
ثم احتفت
بالقاتلين
عشرون عاما قد مضت
عشرون عاما يا أبي وأنا كإنسانٍ فقط
لم تكفِني
كي ما أجيد العيش تحت مذاهبي
أيا عالمي... أنا أعتذر
أني لصقتُ بحُلَّتي غبرَ السفر
أني عجزتُ عن اتخاذك موطنا
سأعود للسفرِ الذي لا ينتهي
ولجنتي الليست هنا