الآن تسبحُ في الهُدىٰ أبياتي
وتنيرُ فيكَ صلاتهم وصلاتي
ويستحي منكَ الظلامُ بداخلي
فالقولُ أحمدُ والنبيُّ دواتي
والنورُ ممن يصطفيكَ ونورهُ
ضَرَبَ المثالَ عليهِ بالمِشكاةِ
الوعدُ أنتَ ولا يبدِّلُ وعدهُ
قرآنُ للإنجيل والتوراةِ
وقلوبُ مكةَ في قساوةِ صخرها
أنْ لا تلينُ لرحمةٍ مُهداةِ
تدعو ولا يُصغي إليكَ ظلامهم
فيمن دعوتَ هناكَ من أمواتِ
وأوكلوكَ علىٰ الطريقِ إلىٰ الأذىٰ
يُوحي الأذىٰ فيهم لكلِّ حصاةِ
لا ينزوي عنكَ القبيحُ بقبحهِ
والعفو عفوكَ صورةُ المرآةِ
لو شاءَ كانَ الأخشبينِ عليهمُ
والصبرُ يُرخي صبرهُ بثباتِ
يا ويحكم أم القُرىٰ يا ويحكم
أعماكِ في عُزىٰ ضلالُ اللاتِ
هاجرتَ يا من لا تُطيقُ فراقها
وهي الأحبُّ -علىٰ الأذى- للذاتِ
بُشراكَ يثربُ أنجبتْ أنصارها
أنعم بهم من مُهتدٍ لهُداةِ
وهبوكَ ما تهبُ الرسالةُ نفسها
بفوارسٍ عند الطغاةِ طغاةِ
ها قد أنرتَ بخيلهم أم القُرىٰ
حتىٰ تكونَ نهايةُ المأساةِ
وهيَ القُساةُ وقد ملكتَ رقابهم
يتعجَّبونَ من الرحيمِ الآتِ
يا أيها الماحي محوتَ ولم تزلْ
تمحو الخبيثَ بأطيبِ الممحاةِ
أدَّيتَ ما أدَّىٰ الختامُ ختامهُ
برسالةٍ في اللهِ مُستوفاةِ