إلى ضي،
التي تلتقط الحزن من بين السطور، وتحوّله إلى ضوء…
إلى التي ترى الجُرح فنًّا، وتلمس التشققات كما لو كانت خطوط حياة لا ندوبًا.
هذا النص ليس عن الحب فقط،
بل عن كيف يشبهنا الوجع،
عن كيف نُعيد ترتيب أرواحنا بعد الفوضى،
وعن اللحظة التي نختار فيها أنفسنا،
حتى لو تلعثم الحنين على أطراف أصابعنا.
هنا، حكاية امرأةٍ أحبّت بعمق،
ثم تعافت بعمقٍ أكبر،
وأدركت أن النجاة ليست خيانة للحب،
بل وفاءٌ للنفس.
طقوسٌ خفيّة حين أشتاق إليك
أُقشّر روحي من ضجيج اليوم،
وأرتدي وحدتي كأنها معطفٌ ثقيل،
أجلس على حافة الوقت،
أعدّ نبضاتي التي تخونني كلّما مرّ طيفك.
أقرأ القصائد المعطّرة بالفقد،
أُفتّش بين سطورها عني… وعنك،
كأن الحبر يعرفنا،
كأنّ القصائد كُتبت من دمعي حين تركتني في المنتصف.
أُغلق الستائر، لا لأن الشمس تُزعجني،
بل لأن الضوء يكشف حجم الغياب في الغرفة.
كل زاوية تشبهك، كل ظلّ يُنذرني بك.
أغسل يديّ من الذكريات،
ثم أرتشف قهوتي المُرّة دون سكر،
فمنذ رحيلك،
كلّ الأشياء فقدت مذاقها،
حتى الحنين صار بلا طعم… فقط يلسع.
أقف أمام المرآة،
أُحدّق في عينيّ كأنني أبحث فيهما عن بقاياك،
عن وعدٍ لم تَفِ به،
عن نظرةٍ كنتَ تضع فيها العالم كله… ثم انطفأت.
أرقص دون موسيقى،
كأن الأرض وحدها تعرف اللحن،
وأنّ قدمي تتبعان الوجع لا الإيقاع.
أنزفك في حركاتي،
كل التفاف هو محاولة للفرار،
وكل قفزة هي سقوط إليك من جديد.
أحاول الكتابة…
لكن الورق لا يحتمل،
ينكمش الحرف حين تلامسه ذاكرتك،
وتنهمر الكلمات، لا طوعًا… بل كدمعة.
وحين أُشعل شمعةً صغيرة،
أشاهد لهبها يرتجف،
فأدرك أنني ما زلت أشتعل بك،
رغم كلّ ما أحاول إطفاءه.
تعلمت منك أن بعض الحب كالإعصار،
لا يُمكنك إيقافه…
لكن يمكنك النجاة منه،
إن كنت مستعدًا لترك بيتك القديم وراءك.
وأنا...
كلّما حاولت أن أنساك،
أجدني أزرع وردة باسمك في قلبي،
ثم أعاتبها حين تنمو.