ربط وجودك وقيمتك بآراء الناس وتقييماتهم، هو خدعة قاسية ترتكبها بحق نفسك. قيمتك الحقيقية لا تتوقف على أي شرط أو قيد، فأنت تستحق من داخلك، لا من خلال الآخرين.
أنت مهم لأن الله قد خلقك بكرامة إنسانية، ومن حقك أن تعيش تجربتك الخاصة، وأن تسعد وتحقق ذاتك كما يحق لكل إنسان آخر.
كل منا يحمل في داخله قيمة فريدة ويستحق أن يكون ذاته، أن يعيش تجاربه، ويطور إمكانياته. الناس ينظرون إلى الآخرين من خلال معاييرهم الشخصية واحتياجاتهم الخاصة، ويقيمونهم وفق رغباتهم ومقاييسهم؛ وليس بناءً على حقيقتهم.
حين تسمح للناس بتحديد قيمتك، فإنك تتخلى عن ذاتك وعن قوتك وتجرح كرامتك. مقامك هو حيث اخترت أنت أن تكون، وليس حيث يريدك الناس أن تكون. فالناس لا يعدلون ولا يزنون بالحق دائمًا، كما قال الرافعي: "مقامك حيثُ أقمتَ نفسَك، لا حيثُ أقامك الناس، فالنّاسُ لا تَعدِلُ ولا تَزِن."