ما زال فيكِ نارٌ هادئة،
تُخفي اشتعالها خلف ابتسامةٍ وادعة،
كلّما خمدت، عادت تُولد من رماد الصبر،
وفيكِ شوقٌ لا يذبل…
بل يزهر خفيةً، في زوايا روحٍ تتوق.
أنتِ لا تبحثين عن حبٍّ عابر،
بل عن حياةٍ تُعاش بكامل تفاصيلها،
عن قلبٍ إذا التقاكِ،
شعر أنّه وجد ملاذه،
وأنّك وطنٌ لا يُشبه أحدًا.
قلبكِ ليس ناقصًا،
بل مكتملٌ حدّ الفيض،
لكنّه ينتظر عينًا ترى،
وروحًا تحسّ،
وصدرًا يحتوي كل ما تواريه نظراتكِ الصامتة.
كل الدفء الذي فيكِ ليس عبثًا،
هو وعدٌ خفيّ من الله،
أن في الطريق من سيحبكِ
كما يُحب الليلُ القمر…
فيُكمل به نقصه،
ويهدأ بين ضوئه.
قولي لي…
حين تتعبين،
من الذي تستدعيه ذاكرتكِ أولًا؟
من ذاك الذي يمرّ طيفه حين يغلبكِ الحنين؟
من ذاك الذي لو رآكِ صامتة،
لفهم أنّ في داخلكِ ألف كلمة تنتظر من يلامسها برفق؟
ذاك هو الحب، يا جميلة القلب،
ليس الذي يأتي ليُقال،
بل الذي يبقى ليُحتَوى…
ولو من بعيد.
فلا زلتِ تمشين وحدكِ،
تجمعين من الطريق إشاراتٍ لا يراها سواكِ،
تبتسمين لصوتٍ لا يُسمع،
وتؤمنين بأن في القلب شيء…
لن يبرد.
ربما يأتي،
ربما لا…
لكنّكِ، ما عدتِ تنتظرين لتكملي.
بل تكملين، لأنكِ... أنتِ.