ليس الجمال دائمًا وجهًا حسنًا، ولا ملبسًا أنيقًا،
بل كثيرًا ما يكمن في تصرّف هادئ،
أو كلمة عابرة،
أو موقف يُظهر جمال الروح لا الجسد.
الجمال حين تسأل عن غائب دون أن تُحرجه،
وحين تُلقي التحية على من لا يتوقعها،
وحين تشكر البائع بعينٍ صادقةٍ ونبرة امتنان.
الجمال أن تمرّ على قلبٍ مكسور،
فتربّت عليه بكلمة: "أنا أشعر بك"،
لا أن تُكمل الطريق كأن الألم لا يعنيك.
الجمال في أن تُحسن دون مَنّ،
وتتسامح دون ضعف،
وتُعامل بلطف من لم يُحسن إليك.
هو أن ترفق في الحديث،
وأن تُنصت حين يتكلم الآخر،
وأن تختار الطيب من القول،
حتى في لحظات الغضب.
الجمال أن تعتذر إذا أخطأت،
وأن تقول "أنا هنا"
لمن ضاقت عليه الدنيا.
ذلك الجمال الذي لا تُوثّقه كاميرا،
ولا تُبرزه عدسة،
لكن تحتفظ به الأرواح،
وتزهر به القلوب كلما مرّ عليها اسمه.
فكن جميلاً، لا لتُرى، بل لتُؤثّر.
كن جميلاً، لأنك تستطيع أن تُضيء ظُلمة أحدهم دون أن تدري.
وما الجَمال إلا خُلقٌ يبقى، حين تختفي الملامح، وتبهت المظاهر.
كن جميلاً كما يحبك الله.. لينًا، رحيمًا، نقيّ القلب