هي لا تعود لأنها ضعُفت،
بل تعود لأنها لا تُجيد التمثيل،
ولا تُجيد قتل الحنين.
تعود لأن قلبها حيّ،
ولأنها تعرف أن الحب لا يُدفن بسهولة... حتى لو غطّته أعذار العالم كله.
حين تعود،
لا تتحدث كثيرًا،
لكن عيناها تقول كل شيء:
اشتاقت، وغفرت، لكنها لم تنسَ.
عادت بقلبٍ لا زال ينزف،
لكنّه أحبك بما يكفي ليمنحك فرصة أخرى،
لا لتعيد ما فات،
بل لتُثبت أنك تستحق ما تبقّى منها.
هي حين ترحل، لا تخلعك من قلبها،
بل تخلعك من يومها.
تمنع نفسها من السؤال، من التتبع،
لكنها تظلّ تقرأ الرسائل القديمة،
وتسأل نفسها بصمت: "كيف صار الغريب هو الذي كنتَ فيه حضني؟"
وحين تعود...
لا تنتظر أن تراها كما كانت،
فهي امرأة، تنضج في الغياب، وتَشيب مشاعرها في ليل الوحدة.
تعود وكأنها تسأل دون صوت:
"هل كبرت؟ هل فهمت؟ هل تعلم الآن لماذا رحلت؟"
لا تختبر صبرها مرة أخرى،
فهي لا تملك نسخة ثالثة من الغفران.
لا تتأخر في دفئك،
ولا تحاول أن تُثبت رجولتك بقسوتك،
فهي لا ترى الرجولة إلا في حنيّتك.
هي امرأة...
تعرف الطريق جيدًا،
لكنها تُحب أن يرافقها أحد.