أنا أول رجفة في قلبك، وأول اسم نُقش في ذاكرتك قبل أن تعيه تمامًا.
أنا الرسالة التي كتبتها ولم تجرؤ على إرسالها، والاعتراف الذي ظل عالقًا في حلقك كلما هممت أن تفصح به.
أنا الحلم الذي أيقظك ليلاً بابتسامة، والصلاة التي كنت تخشى أن تنتهي دون أن تُسَجِّلَني بين كلماتها.
أنا الصوت الذي ارتبك أمامه حديثك لأول مرة، والكلمة التي تعثرت بها شفاهك في بداية الطريق.
إن غابت ملامحي عن واقعك، فلن تغيب عن داخلك. سأظل تلك الذكرى التي تُطلُّ عليك فجأة، في أغنية عابرة أو رائحة مألوفة، تذكّرك أن هناك حبًا مرّ من هنا، وترك أثره دون استئذان.
أنا الصفحة الأولى في دفتر قصصك، الخطوة التي لن تنساها ولو مضيت بعيدًا، لأن البداية، مهما تكررت النهايات، لا تُمحى.
وإن قست عليك الأيام، وإن فرقت بيننا المسافات، ستظل ترى وجهي في ملامح الحكايات الأخرى. ستظل تبحث عني في ضحكة عابرة، وفي تلك اللحظة التي تعجز فيها عن شرح ما تشعر به لأحد.
أنا السرّ الذي لن يُفهم، الغصة التي تختبئ خلف ابتسامتك، والاسم الذي لن تسمح له بالانطفاء داخل ذاكرتك مهما حاولت.
وإن أغلقت بابك على قصتي، ستظل تنصت لها في أعماقك، لأن هناك أشياء لا يطويها الزمن، ولا ينساها القلب، مهما أراد.