نورٌ يُشبه أول الفجر حين يُلامس خدَّ الأرض بخفة الملائكة،
امرأةٌ إذا مشت، مشت معها الطمأنينة،
وإذا صمتت، نطق الهدوء بأسمائها.
ليست من هذا العالم تمامًا،
كأنها تسللت من حلم نبيّ، أو دعوة أمٍ باتت ساجدة.
في عينيها سكون العارفين،
وفي صوتها خفقة من أدعيةٍ قيلت تحت المطر…
حين لا نطلب شيئًا، بل نكتفي بأن نحسّ.
كل ما فيها يضيء،
حتى حزنها…
له نورٌ خافت يشبه قناديل البحر في الأعماق،
يبكي في صمت، لكنه لا ينطفئ.
لم تُخلق لتُبهر العيون،
بل لتطمئن الأرواح.
هي البسمة التي تأتي بعد خوف طويل،
الاحتواء حين لا يحتوينا أحد،
اليد التي لا تُرى، لكن نشعر بها تمسح على قلوبنا بلطفٍ لا يُنسى.
وإن سألتَ عنها يومًا،
قُل:
كانت تشبه الذكرى الطيبة…
تُشبه السلام الذي نرجوه كلما أرهقنا العالم.
قُل:
رأيتُ نورًا يُدعى هي..
وبقيت أتبعه."