هي ليست امرأة عابرة، تُغريها المجوهرات أو تفتنها الأرقام على ورقة شيك.
لا تلمع عيناها لساعةٍ ذهبية، ولا يرقّ قلبها لصوت محرّك سيارةٍ فارهة.
هي امرأة، إن حاولت أن تبهرها بالماديات، مرّت من أمامك كأنك لم تكن.
تسكنها مملكة من المعاني،
وتقيم حُكمها على معايير لا يراها إلا من يبصر القلوب.
معيارها في الرجولة:
أن تكون في صفّها حين تنقسم الدنيا ضدّها،
أن تمسك بيدها لا حين تزهر، بل حين تذبل.
أن تكون لها شمسًا لا تُحرِق، وظلًّا لا يُغادِر.
ليست قاسية، لكنها لا تسكن في الجيوب،
ولا تُهدى، بل تُحتوى.
تحب بعنف، تشتاق بألم،
تغار كأنها نار في صدرها،
وتبتعد بصمت حين يُهدد كبرياؤها،
لأنها تؤمن أن عزة النفس
خطٌ أحمر،
تسقط عنده كل أوراق الحب والاشتياق.
هي امرأة إن بكت،
أغرقتك بدمعة واحدة.
وإن غضبت، أوجعتك بكلمة واحدة.
وإن رحلت،
خلّفت وراءها فراغًا لا يملؤه ألف وجه.
هي المرأة التي حين تُحب، تُخلص كأن العالم خُلق من أجل من تحب،
لكنها إن انكسرت،
تُغلق على قلبها سبعة أبواب، وتنسحب كأنها لم تكن يومًا نبضًا في صدرك.
هي ليست الأصعب،
بل الأصدق،
وما أصعب الصدق في زمنٍ اعتاد الزيف.