قد يظن العابرون أن المعرفة وحدها تكفي لبلوغ الحكمة، لكن وحده الغافل الحنون يفهم سرّ الأشياء دون أن يحتاج إلى تكديس المفاهيم فوق صدره.
في عفويته نورٌ قديم، وفي حنانه حكمة لم تُدوَّن في الكتب.
أما العارف القاسي، مهما بلغ من الفهم، يظل كالسيف البارد: يقطع ولا يداوي، يُبهر الأبصار لكنه لا يلمس الأرواح.
الحنان، ذاك الوهج الخفي، أعمق من أي وعيٍ متعالٍ.
لهذا، يبقى الغافل الحنون، الذي يجهل ألف مصطلح ولا يحسن التلاعب بالكلمات، أحكم ألف مرة من العارف الذي نسيت يداه كيف تلمس بلطف، ونسِيَ قلبه كيف يُصغي بحب.
فليكن للحنان تاج الحكمة، ولتبقَ الأرواح الطاهرة في عليائها، مهما غفل عنها صخب العارفين.